تاريخ النشر: 10/01/2013
الناشر: طوى للنشر والإعلام
نبذة نيل وفرات:"قفز زاوو وهو يشهر مسدسه، ما غن مرت لحظات قليلة، وبعد أن اعتادت عنياه على الظلمة، حتى وجد إمراة مقرفصة تتلو صلوات أمام أحد التماثيل، أوقفك باسم القانون، صرخ زاوو، استمرت المراة في الصلاة كما لو أن شيئاً لم يكن، كان الجنود قد دخلوا، أمسكوا بذراعيها، ورفعوها بقوة ليجلبوها ...أمام زاوو، كانت إمرأة مسنّة بعينين مطفأتين وذات وجه مليء بالأخاديد، بصوت جاف، رسالها زاوو أين هي أتيمي، لم ترعبها أبدأ فجاجة الجنود، رفعت عينيها وحملقت في الضابط، رفع زاوو صوته: أين أتيمي، لم تجب المرأة العجوز.
بالكاد كان هناك أثاث في غرفتي المنزل، لذلك اكتفى زاوو بهذه اللحظات القليلة ليتأكد بأن أتيمي لم تكن هنا، أمرهم بالتفتيش في محيط المنزل، استعادت المرأة صلواتها أمام التمثال بسرعة، بقي زاوو في الداخل، بحث في المنزل وحيداً، على أمل أن يلتقط دليلاً على مرور المجرمة من هذا الكتاب.
شاهد في الغرفة الثانية سريراً كبيراً من الأجر، فوقه، غطاء من القنب الأحمر المطويّ فوق شرشف نيلي اللون، تحت وسادة صغيرة مستديرة ومطرزة أخرج قطعته ورقبته، اكتشف أيضاً قلماً وأوراقاً... جلس نافذ الصبر على حافة السرير وبدأ يقرأ "أعيش بالقرب من شاطئ البحر منذ عشرة أيام، لم تطرح عليّ عائلة وانغ أي سؤال، وهذا ما يعزيني، وإلا كنت شعرت بالألم لو اضطررت أن أكذب عليهم بأن أشرح لهم براءتي... في أي يوم نحن؟ أجهل ذلك... الزمن مختلف جداً هنا تشرق الشمس وتغيب.
تتعاقب الليالي والنهارات، تكفي الكواكب لتدل على تبدل الفصول، يحيا الناس هنا في هدوء أبدي، المستقبل والماضي غائبان إلى الأبد، ومع ذلك فالأيام مختلفة بسبب لون البحر، بسبب أشعة الشمس، بسبب حركة المجرات، بسبب تفتح الورود وذبولها، نعيش في الصمت، العمل مقسم بشكل جيد، الحياة منتظمة لدرجة أن الناس يتفاهمون مع بعضهم البعض، تكفيهم نظرة أو حركة يد، قليلاً ما يتحدثون لا يكتبون أبداً، لكنهم يفنون كثيراً.
بين الحرب والسلم مسافة تقصر أو تبعد كما المساحة التي رسمها الدواني بين بكين في ساحة تيان آن مين أو باب السلام السماوي وبين تلك المنطقة على الشاطئ تلك المنطقة التي بقيت غائبة عن دبابات الجيش وبنادق جنوده التي داستها أقدامهم عند بحث زاوو عن أتيمي تلك الفتاة التي اشعلت حماس الشباب في ساحة تيان آن مين، ساحة السلام السماوي التي تحولت إلى ساحة سالت فيها دماء الشباب في تلك المجزرة عند إقتحام الجيش للمنشدين وإطلاقهم الرصاص بشكل هيستيري عليهم الأحداث تتسارع، وتصبح أتيمي تلك الهاربة من قبضة الحبيش، وبالتحديد من قبضة زاوو...
ولكن وإلى نهاية الرواية تتبدل المشاهد، ويصبح زاوو شخصاً آخر وتقف الأحداث هاهنا: "عبر منظاره شاهد زاوو الأشجار تتلوى انتقل نظره من جبل إلى آخر، ليتوقف عند أعلى القمة... فجأة ظهر له شكل ما، رأى امرأة في ثوب طويل من النار، ميز جيداً اليدين والقدمين العاريتين المدماة، رأى الضفيرة الطويلة... آه صرخ زاوو... حدقت فيه، التفت عيناها بعينيه، نسي فجأة كل حياته الماضية. ابتسمت له. هل رأيت شيئاً؟ صرخ أحد الجنود... خفض زاوو منظاره والتفت إلى الجندي: كلام لا شيء، أجابه". إقرأ المزيد