المقدسي البشاري ؛ أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
(0)    
المرتبة: 64,423
تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:مصنف هذا الكتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" هو المقدسي البشاري محمد بن أحمد بن أبي بكر البنّاء، الشامي، المقدسيّ، البشاري، شمس الدين، أبو عبد الله، سليل أسرة بنّائين شهيرة من سكان المقدس.
ولد في بيت المقدس سنة 335هـ / 646م، والده أحمد بن آل البنّاء المقدسيين، وتنتمي والدته إلى ...آل الشوا من مدينة بيار التابعة لكورة قومس، في إقليم الديلم، وآل الشوا بناؤون حذاق، هاجروا من مسقط رأسهم إلى بيت المقدس، وتعرفوا فيها على آل البناء، وظلّ في كنف والديه حتى بلغ العشرين، فاكتسب خبرة واسعة في فنّ البناء ووصف المباني: ونقل عن عمه قصة بناء جامع الرملة، وذكر انتقال رسوم بناء الشام إلى شيراز في إقليم فارس، على ما رواه له "غلمان والده" بعد وفاة أبيه، هذا ولم يعرف تاريخ وفاته، ولكن يُظَنّ أنه لقي وجه ربه حوالي عام 390هـ / 1000م، وهذا ما ذهب إليه المستشرقون، وجاراهم به الباحثون العرب.
غادر المقدسي البشاري منزل والديه لأول مرة سنة سنة 356هـ / 966م متوجهاً لأداء فريضة الحج، وليكررها مرة ثانية بعد عقد من الزمن ثم مرة ثالثة... وجاور في مكة حيث بقي مدة مديدة فيها، ثم ليتوجه إلى اليمن فيقيم فيها على مدى سنة، ثم ينتقل إلى عدن حيث عمل فيها بتجليد الكتب ليعزم السفر إلى بلاد الزنج لكنه عدل، ومر بزبيد، وعاد إليها في وقت لاحق وركب بحر اليمن، ودار حول جزيرة العرب، وذلك في رحلة بحرية، حيث يقول: أما أنا فسرت فيه نحو ألفي فرسخ، ودرت على جزيرة العرب كلها، من العكزم إلى عبادان، سوى ما نوّهت بنا المراكب إلى جزائره ولججه... [...].
وعليه، فإن هذا الكتاب "أحسن التقاسيم، يتضمن ما يفيد بأن المقدسي جاب دار السلام اقليماً اقليماً، من ذلك قوله: "وما تم لي جمعه (أي كتابه أحسن التقاسيم) إلا بعد جولاتي في البلدان، ودخولي أقاليم الإسلام"، وقوله: "ولم أظهره (أي أحسن التقاسيم) حتى بلغت الأربعين، ووطئت جميع الأقاليم".
وإلى هذا، فإن المقدسي لم يستثن في كتابه هذا في ذكر وتوصيف إقليم أو مغازة، فقال: "وقد شققنا دار الإسلام طولاً وعرضاً..." لكنه لم يدخل الأندلس التي ألحقها بإقليم المشرق، ونقل ما كتبه عنها عن أندلسيين اجتمع بهم في مكة.
هذا ويحتوي هذا الكتاب نصوصاً يتحدث فيها البشاري عن مروره بالعديد من مدن أو قرى الأقاليم.
وعليه، فإن ما تضمنه هذا الكتاب بشأن توصيفه للأقاليم والمدن والقرى التي زارها أن المقدسي جاب كافة أقاليم دار الإسلام من بلد إلى بلد، وتجول في بادية العرب ومغازة أقاليم العجم أيضاً، وأن تنقله استمّر مدة طويلة تجاوزت الربع قرن على أضعف الإحتمالات.
أما غايته من أسفاره الطويلة، فقد كانت أهدافاً علمية تجارية ودينية، وهو ما صرح به "وما تم لي جمعه" أحسن التقاسيم" إلا بعد جولاتي في البلدان في البلدان ودخول أقاليم الإسلام مع لزوم التجارة في كل بلد،... وتفتيشي عن المذاهب حتى عَلِمْتُها، "موضحاً كيفية حصوله على المعلومات، التي كرّس لها كتابه هذا، في أثناء سفره" ونحن فلم يبق إقليم إلا وقد دخلناه، وأقلّ سبب إلا وقد عرفناه.
وما تركنا مع ذلك البحث والسؤال والنظر في الغيب فانتظم كتابنا هذا ثلاثة أقسام: أحدها ما عاينا، والثاني ما سمعناه من النفاق، والثالث ما وجدناه في الكتب المصنفة وفي غيره... [...]. إقرأ المزيد