القراءة التأويلية للنص الشعري القديم بين أفق التعارض وأفق الاندماج
(0)    
المرتبة: 190,274
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة المؤلف:يأتي هذا الكتاب في سياق البحث عن بعض إشراقات التأويل في الثقافة العربية، فقد تبين بعد الدراسة والتحليل لأنماط من التلقيات العربية الحديثة للنص الشعري القديم، أن جل المناهج النقدية التي رامت تفسير هذا الشعر لم تستطع بلورة فهم نوعي بمضامينه وموضوعاته، فظلت هذه المقاربات بعيدة عن روح هذا الشعر ...وعن الحياة الحقيقية التي يعبر عنها، غير أن السبب الحقيقي الكامن وراء إنهزام القراءة المنهجية أمام عوالم الشعر القديم، يكمن في إعتقادنا في بؤس هذه المناهج الصارمة التي حاولت إخضاع النص إلى مقتضياتها التقنية وضوابطها المقننة، فجعلت منه مختبراً للتجارب المنهجية المختلفة والمتنوعة، الشيء الذي جعل القارئ المعاصر يتيه في نفق لا مخرج له، غير أن قراءة التأويل لا تضع على عاتقها الوفاء لمنهج دون آخر، فهي تنفتح على النص بدون فرضيات قرائية، أو مقدمات نظرية، فلا تجعل من أولوياتها الإنتصار لهذه القراءة المنهجية أو تلك، بقدر ما تجعل همها المركزي هو الإنتصار للنص وليس لسواه.
هكذا يتبين أن قراءة التأويل هي مغامرة إستكشافية لعوالم النص السرية وغير المعلنة، قوامها الدخول إلى النص من زواياه المختلفة والمتعددة، لكن هاجسها الأساسي في في هذه الرحلة المكلفة هو فهم النص، لقد تبين أن فهم النص هو المحرك الرئيسي الذي يحرك كل القراءات التأويلية، لأنه في الأغلب الأعم هو السبب الحقيقي الكامن وراء سوء تقديرنا للأشياء من حولنا، فإن نفهم يعني أن نبني جسوراً صلبة تربط بيننا وبين الحياة، برباط قوي ومتين، لكن بدونه ستتقطع سبل التواصل وتنعدم.
لقد اجتهد بعض النقاد المعاصرين في بناء علاقة جديدة مع تراثنا الشعري القديم بغية تجديد فهمنا له من منطلقات حداثية جديدة، فواظبوا على قراءته قراءة ثانية وثالثة، لكن جلهم لم يصل إلى الهدف المنشود، لأنهم اهملوا بناء إستراتيجية للتأويل قائمة على الفهم وليس على سواه.
غير أن الناظر إلى أعمال مصطفى ناصف النقدية سيجد لا محالة أن هاجس الرجل الذي كان يؤسس كافة تطلعاته القرائية هو الفهم الواعي للنص بعيداً عن سلطة المنهج ومقتضياته الصارمة، لهذا يمكن إعتباره الكاتب الحداثي صاحب الرؤية الثورية والمجددة في دراسة تراثنا الشعري، إذ أضحى كتابه قراءة ثانية لشعرنا القديم كتاباً إستثنائياً بإمتياز.
فقد كان هذا العنوان ولا يزال، ينطوي على دلالة فكرية عميقة ذات أبعاد ثورية متعددة، جعلتني أتساءل منذ كان مشروع هذا الكتاب مجرد نطفة غير واضحة المعالم: قراءة ثانية؟ لماذا؟ وكيف؟ وما هي معالم القراءة الأولى؟ وهل يعني أن القراءة الأولى لم تعد ذات جدوى في الوقت الراهن؟.
أسئلة ظلت عالقة في ذهني منذ فترة طويلة وبقيت مختمرة إلى أن شاء الله تعالى لها أن تظهر من خلال هذا الكتاب التي مكنتني فصوله من الإنفتاح على العالم الفكري لمصطفى ناصف لأكتشف فيه ما لم أكتشفه في غيره. إقرأ المزيد