تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الملاح للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الليدي ايسترلويس ستانهوب (1776-1829) نبيلة إنكليزية من أسرة لوردات، ذات شخصية ساحرة وذكاء حاد أهّلاها لتكون أمينة أسرار خالها السيد "وليم ييت" رئيس وزراء بريطانية ومهندس سياستها في عصر نابليون، وكانت لها كلمة مسموعة في البلاط الملكي والأوساط السياسية الإنكليزية، إلا أن موت خالها في سنة 1806 أفقدها كل ...فرص المستقبل في موطنها فقررت هجره، وراحت تضرب في البلاد بحثاً عن قدرها وقصدت المشرق مع جماعة صغيرة من مرافقيها وفيهم طبيبها ووصيفتها، وكانت تعتقد جازمة أن العناية الإلهية تسير خطاها وتسوقها لتكون "ملكة المشرق ومخلصته"، وبعد زيارة قصيرة لجبل طارق ومالطا وجزر اليونان والقسطنطينية ومصر رحلت إلى بلاد الشام فزارت القدس وعكا ودير القمر ودمشق فكانت أول أجنبية تدخلها سافرة على صهوة جواد، واتصلت بالباب العالي ومحمد علي باشا وعبد الله الجزار والأمير بشير الشهابي وكبار ولاة العثمانيين وقادتهم وزعماء البدو ولا سيما الشيخ مهنا الفضل وابنه ناصر كبير عشائر سلمية وحماة، وساحت في بلاد الشام كلها، وتوّجها أهل تدمر ملكة عليهم، واتصلت بالعديد من المستشرقين وعملاء الغرب وأصحاب النفوذ، واستقبلت في كل مكان استقبال الأمراء والملوك.
وكانت لها اتصالات مشبوهة مع قناصل فرنسا وإنكلترا وجواسيس من أمثال المستشرق النمساوي بوركهارت الذي كان عميلاً للحكومة الإنكليزية وينتقل متخفياً بين مصر والحجاز والشام بزي عري تحت اسم "الشيخ إبراهيم"، وكذلك لاسكاريس دي فنتميل الفارس المالطي والجاسوس النابليوني ومرافقه فتح الله الصايغ. كما كان لها باع طويل في تحريض أمراء بلاد الشام على إبراهيم باشا وحكومة محمد علي في الشام. وقد اختارت أن يكون مقرها ديراً صغيراً مهجوراً في بلدة جون قرب صيدا اشترته وحولته إلى قصر مسور، وزينته بالحدائق والورود، وأقامت فيه إلى أن وافتها المنية. وقد زارها في قصرها هذا الناشر الفرنسي الشهير دنيس ديدرو صاحب الموسوعة الفرنسية، ما زارها الشاعر الفرنسي الكبير "لامارتين" فخلد هذه الزيارة وما دار من أحاديث بينها في فصل خاص من كتابه المعروف "رحلة إلى الشرق". وقد تم نقل هذا الفصل إلى العربية، وجعله ملحقاً بهذه السيرة لساحرة الصحراء الليدي ايستر التي هي بين يدي القارئ في هذا الكتاب، لأنه يلقي ضوءاً على ما آلت إليه حال الليدي ستانهوب في عام 1832م أي بعد نحو ربع قرن من إقامتها في الشرق. وأما السيرة في هذا الكتاب فهي تتحدث عن حياة الليدي ستانهوب منذ نعومة أظفارها وحتى سنة 1817 بالاستناد إلى مذكرات طبيبها الخاص والدكتور ميريون الذي رافق في رحلتها هذه ثم غادرها في العام المذكور عائداً إلى وطنه انكلترة. هذا ولم يتم العثور على مصادر موثوقة لنتبع سيرة الليدي ستانهوب بعد هذا التاريخ إلا ما جاء فقرات في الصحف وفي بعض الكتب. وقد تمت ترجمة مقال منشور في مجلة "كونستلاسيون" الفرنسية إلى العربية في عددها رقم 46 شباط 1952، وهو بعنوان "حين تحدث الليدي ستانهوب العالم العربي" وجعلت هذه الترجمة مقدمة لهذا الكتاب لما فيه من فائدة، ولأنه تلخيص شامل لحياتها كاملة. إقرأ المزيد