تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: دار القارئ
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:من المعروف عند العرب أنهم يولون علم الإنسان أهمية بالغة ويعتبرونه حاجة إنسانية ماسة لأنهم يرون أن الإنسان يقف عاجزاً أمام تنازع البقاء إذا لم يجد من يعاضده ويعينه على تجاوز تلك الأجواء فأصبح لزاماً عليه التعرف على أقاربه وعشيرته وقبيلته ومن يقابله في النسب ومن يناظره في الحسب، ...حتى يستطيع المحافظة على وشائج قرابته ويرعاها فتحدب عليه أصوله ويرعاها فتحدب عليه أصوله وتحميه وتضمه بين أحضانها.
وقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على تعلم الأنساب ومعرفتها فقال: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم"... من هنا كان إهتمام علماء المسلمين بالأنساب كبيراً، فكانت له مؤلفاته الخاصة ومن خلال كتب المؤرخين والأدباء وغيرها من المؤلفات عبر الحقب الإسلامية المتابعة، إلا أن في الأنساب التي وصلت إلينا (وهو ما يراه مؤلف هذا الكتاب) تداخلات كبيرة وواسعة ومتشابهات متعددة وآراء مختلفة تضمنتها كتب الأنساب والتاريخ والأدب واللغة وإملاءات النحويين وأشعار الشعراء جاهليين أو إسلاميين وحوادث الأيام والحروب والوقائع وأمالي العلماء وكتب البلدانيات، بالإضافة إلى ما أشار إليه بعض المستشرقين المنصفين وعلماء التاريخ العربي والآثار؛ القدماء والمحدثين، فلا يمكن لأحد مهما تعاضل وتكبر أن يثبت اليقين بالشك.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي يتطرق فيه المؤلف إلى إختلاف الأنساب وعدم دقتها والفرق بينها وبين الإنتساب كاشفاً موضوعات كثيرة أضيفت عليها من قبل دهاة وضّاعين، ومناقشاً الآراء المطروحة في كتب الباحثين المتأخرين، وماذا تعني المصطلحات التي تعبر عن معنى العرب العاربة والمستعربة، وصدق عدنانية أو قحطانية القبائل العربية، مفنداً بأدلة عقلية ونقلية، ومشيراً إلى المصادر في محلها والأفكار التي ألقيت على تقسيمهم وأبعادهم عن ولادة واحدة بسبب الإختلاف في الجنس واللغة، والشكوك التي تعتري تلك الأفكار المولودة، ذاكراً أنواع النسب والتداخلات المتشابكة فيه من خلال الإحتواء والإنتقال والتوارث لأقوام غير عربية أدخلت قسراً عن طريق الولاء والحلف والتعايش والذوبان في مجتمعهم، وتعلم لغة الأكثر والأقوى تدريجاً، وما جاء من نتائج الصراع الحضاري والإنقراض من خلاف دخول المغلوب بالمتقلب عليها.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف عمد إلى إضافة مواضيع جديدة لم تكن قد ذكرت في الطبعة الأولى من كتاب الأنساب المنقطعة، مستفيداً من بعض ردود الأفعال، ومتجاوزاً الأخطاء المطبعية الكثيرة والتي أصابته بضرر بالغ، وشارحاً بعض المواضيع التي أشكلت على القراء والباحثين، ولم يتم فهمها بصورة واضحة، مما أدى إلى أن يقف البعض منها موقفاً مضاداً.
وسوف يقدم المؤلف بإلحاق كتابه هذا بكتاب جديد بعد أن تجمعت لديه بيانات ومصادر ومعلومات كثيرة ومشجرات موضوعة عن أنساب العلويين والمنقطعة، إنتصاراً لرسول الله صلى الله عليه وتمسكاً بحب آل بيته الأطهار والمعصومين، وتجنيهم الدخلاء والأدعياء على عترتهم، حفظة آيات التنزيل، والهدف تعميم المعرفة وخدمة التراث العربي والإسلامي خدمة خالصة لا تشوبها عصبية أو إنحياز مقصود. إقرأ المزيد