المولودون المسلمون في بلاد الاغتراب بين الاندماج والمحافظ على الهوية ؛ واقع وآمال خلال خمسة عقود 1949 - 2005
تاريخ النشر: 21/03/2012
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يشهد الغرب تزايداً كبيراً في عدد المسلمين المهاجرين إليه، ونظراً لوجودهم ضمن بيئة تختلف بتفاصيلها عن البيئة الإسلامية، واجه هؤلاء مشاكل جمّة من ناحية تطبيق الشريعة الإسلامية في حياتهم ومعاملاتهم مع من حولهم، وتراوح هؤلاء بين مطبق للإسلام وفي حدود معينة؛ وبين متفلت، وآخر يطبق تلك الشريعة على هواه.
ضمن ...هذا الإطار تأتي هذه الدراسة التي تتناول مشكلة المولودين في بلاد الإغتراب بين الإندماج والمحافظة على الهوية، وتم فيها تناول مشاكل المسلمين في الغرب للإستفادة منها في المحافظة على الهوية الإسلامية، ولا سيما إذا كانت في حالة إستضعاف تجعلها معرضة لخطر الإنسحاق والذوبان، ما لم يبادر الدعاة والمرشدون والمربون إلى تجنيد كل عناصر الهوية ووشائج التواصل بينها وتنميتها، من أجل التركيز على بناء عناصر التربية في مجتمع الإغتراب لدى الناشئة من أبناء المسلمين، حتى لا تذوب شخصيتهم في مجتمع هانت فيه المكرمات والأخلاق.
والمسلمون في بلاد الإغتراب بحاجة إلى توجيه يضمن لهم تعزيز المفاهيم الإسلامية التي يجب على كل مسلم معرفتها، وفهمها بعمق، فقهاً وعقيدة وفكراً.
هذا وتتجلى أهمية هذا البحث في إشاراته المهمة لتوجيه أنظار الباحثين للكتابة في هذا المجال، في أجور هي من الأهمية بمكان بالنسبة للمسلمين في بلاد الإغتراب، من جهة ثانية كان التركيز في هذه الدراسة على إظهار المشكلة التي يواجهها المجتمع الإسلامي في الغرب من خلال الظروف التي يعيشها المولودون هناك، ومحاولة الأسر المسلمة هناك على العيش ضمن إطار المحافظة على تميزهم بمبادئ الإسلام نظراً لعيشهم في وسط لا يدين بالإسلام، وخضوعهم لسلطان غير مسلم.
ونظراً لوجود خصائص متعددة للوجود الإسلامي في أوروبا، منها أنه في حجمه، وفي مختلف أوضاعه يمثل وجود أقلية وسط أغلبية غالبه من حيث العدد، ومن حيث السلطة النافذة، وجد الباحث ضرورة دراسة هذا الوجود، وما يعتوره من تأثير، وتسليط الضوء على بعض مشاكل الغرب في ما يتعلق بالناشئة التي هي موضوع البحث الأساسي.
ومن أجل الخوض في مضمون المشكلة، كان لا بد له من دراسة واقع المولودين المسلمين في بلاد الإغتراب كما وتطلعاتهم المستقبلية، مما استلزم تحليل هذا الواقع بدقة، وقد تم حصر البحث من الناحية الزمنية ضمن خمسة عقود زمنية هي بين (1959م - 2009م).
وأما من الناحية المكانية، ختم الإقتصاد على دول أوروبا الغربية وإتخاذ ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، نموذجاً سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً وثقافياً، مع تناول، وبالمقابل، بعض الأمثلة من بلاد أخرى، مثل أميركا، كندا، واستراليا والدنمارك، وذلك نظراً لتوافر العلاقات الوثيقة التي أتاحت الإحتكاك المباشر بتلك الجاليات الإسلامية الموجودة في تلك البلاد، بالإضافة إلى بعض البيانات التي إستقاد منها الباحث من خلال المراسلة. إقرأ المزيد