عيوب الكلام في التراث اللغوي العربي
(0)    
المرتبة: 103,244
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:شهد القرن الماضي تطوراً كبيراً في الدراسات اللسانية، فقد وضِعَت العديد من النظريات اللغوية التي سعى المؤلفون من خلالها بإحداث تغييرات في نمط الدراسات السابقة، ودعاهم إلى اقتحام العلوم الإنسانية المتنوعة كعلم الاجتماع، وعلم النفس، والتربية، والطب، وعلم التشريح، والأعصاب وعلم القانون، والترجمة، وعلم الأحياء بهدف تطبيق النظريات التي توصلوا ...إليها وقد أدى هذا الاتصال إلى ظهور العديد من فروع اللسانيات التطبيقية كاللسانيات التربوية، واللسانيات الاجتماعية، واللسانيات النفسية، واللسانيات العصبية، واللسانيات العيادية، واللسانيات الرياضية، واللسانيات الحاسوبية، واللسانيات القانونية، مما فتح آفاقًا جديدة للبحث اللساني، وباتت هذه الحقول مصدر جذبٍ للباحثين، الذين وجدوا فيها مرتعًا خصبًا للبحوث الجديدة.
وقد استطاع اللسانيون إثبات وجودهم في تلك الحقول بما قدموه من نظريات لسانية كان لها عظيم الأثر في فهم جوانب عديدة من جوانب اللغة التي تحتاج إلى متخصصين أكثر خبرة ومعرفة باللغة، وفي الجانب الآخر رفدت الحقول العلمية التي اتصل بها اللسانيون المؤلفين من تطوير دراساتهم، والتغلب على الصعوبات التي تواجههم في دراساتهم.
واللسانيات العصبية فرع من فروع اللسانيات التطبيقية التي اتصلت بالطب وعلم الأعصاب والتشريح بهدف الكشف عن دور الدماغ في إنتاج اللغة، والتعرف على أثر الأضرار اللاحقة بالدماغ في الأداء اللغوي للشخص المصاب، كما قدمت اللسانيات العصبية لعلماء الطب والأعصاب الخطط العلاجية التي يجب إتباعها للتغلب على المشاكل اللغوية لدى الشخص المصاب أثناء العلاج.
أما اللسانيات النفسية فهي كذلك تعنى بدراسة السلوك اللغوي، وبيان أثر العوامل النفسية في ظهور أنماط لغوية لا تتسم بالصحة اللغوية كالغلط والخطأ، إضافةً إلى ذلك فهي تهتم بمواضيع متعددة ذات صلة بدراسة اللغة كاكتساب اللغة، وإنتاجها وفهمها.
والناظر في إي حقل من حقول اللسانيات التطبيقية سيجد أن تلك الفروع ذات جذور تاريخية عميقة في حقل الدراسات اللغوية، وقد استطاع اللسانيون الكشف عن البذور الأولى لكل حقل من خلال تقصي الجهود السابقة للسانيين.
ويلاحظ أن الدراسات اللسانية التي سعت إلى تأصيل البحث اللساني في حقول المعرفة الإنسانية تركت حلقة تاريخية هامة، كان الكشف عنها سيؤدي إلى قفزة كبيرة في الدراسات اللسانية، ومما لا شك فيه أن تلك الحلقة هي جهود اللغويين العرب، ولعل السبب في ذلك عائدٌ إلى تأخر اللسانيين العرب في العصر الحديث في اقتحام الدرس اللساني.
وهذا الكتاب التي نحن بصدده جاء ضرورة ملحةً لتأصيل البحث اللغوي العربي في حقل اللسانيات العصبية واللسانيات النفسية واللسانيات العيادية لتكون منطلقًا لغيرها من الدراسات التي قد يجريها المؤلفون بهدف وضع الدراسات اللغوية العربية وما قدمه العلماء في المكانة التاريخية التي تستحقها، ومما لاشك فيه أن توحيد الجهود التي يقدمها المؤلفون العرب في مجال تأصيل البحث اللساني سيدفع اللسانيين إلى إعادة النظر في تاريخ الدراسات اللسانية، وإكمال الحلقة المفقودة في الدرس اللساني لاسيما في الدراسات الغربية، ولتحقيق هذا الغرض لا بد أن تكون الدراسات اللسانية العربية على صلة فيما بينها ليتعرف كل باحث على جهود غيره. إقرأ المزيد