الإحتلال الأمريكي للعراق من منظور الشرعية الدولية
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:منذ تشكل النظام الدولي وخلال مختلف مراحل تطوره، والقوة كأداة من أدوات السياسة القومية، وكأسلوب بدائي لحل وتسوية الخلافات الدولية، ما فتئت تجد مدافعين عنها وأنصاراً متحمسين لها، حماس ظل يغذيه هاجس الرغبة في ضمان البقاء والمحافظة على الأمن الذاتي وسط عالم تسعى فيه جميع الدول الهيمنة والتأثير، مطبوع بغياب ...سلطة مركزية عالمية تعلو سلطة الدول وسيادتها، ليحتكم إليها في حالة تنازع المصالح والأهداف أو في حالة الاختلاف حول تأويل وتفسير قواعد القانون الدولي التي ارتضتها الدول كأساس لحكم علاقتها المتبادلة.
لقد أثبت الواقع الدولي أن الإنشغال باحترام قواعد القانون الدولي سرعان ما يتوارى إلى الخلف عندما توضع هذه القواعد في موقع المواجهة المباشرة مع سلطان الدولة وسيادتها، فالدول باعتبارها المحتكر لسلطة التأويل الذاتي لهذه القواعد فهي لا تعمد إلى احترامها وبالتالي الاعتراف بإلزاميتها إلا تبعاً لما تقتضيه مصالحها، مما يجعل التطابق المفترض تحققه بين قواعد الشرعية الدولية هذه وممارسات وسياسات الدول التي تستهدفها مسألة غير حتمية وغارقة في النسبية.
وبين تضارب المصالح وهيمنة القطب الاوحد وغياب الدور الإلزامي للشرعية الدولية، أخذ الأمن القومي العربي بالتأرجح والاهتزاز وساد الضعف والابتزاز وغابت القوة والعمل المشترك، فلا الدين ولا اللغة ولا التاريخ الطويل استطاعت أن تحافظ على الحصن المتين، ولتقدم العراق أوسع الأبواب المشروعة لإندفاع المطامع الغربية والاداة العسكرية الانغلوسكسونية (الانغلواميركان).
لقد أكد غزو العراق الصورة الخجلة التي ترسم ملامح أمننا القومي العربي، فالهشاشة التي كونت أحد أركانه الأساسية وضعت المنطقة العربية بين فكي الإداة العسكرية الغربية التي ما زالت تعمل على تحقيق أهدافها المأمولة، والنفط كان البداية!
بدا واضحاً للعيان أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد تزعمها للسياسة العالمية أنها تخطط لدخول المنطقة، والسيطرة على منابع النفط الخليجي – العراق – فلا حاجة للقول بأن الولايات المتحدة تكن عن تسامح غريزي فيها تجاه الدول التي تملك ما يشبه السيادة في إنتاج الطاقة والنفط في الشرق الأدنى حتى أن مجلس الأمن القومي (الأمريكي) يشير إلى نفط الشرق الأوسط بعبارة " مواردنا القومية في الخارج". إقرأ المزيد