المجمع المفنن بالمعجم المعنون
(0)    
المرتبة: 33,437
تاريخ النشر: 24/11/2011
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:إن الحديث عن مطالعة كتب التراجم والتواريخ، والأخبار والسير، والإنشغال بها عمن سواها، حديث ممتع شيّق، ترتاح إليه النفوس، وتستمتع به الأرواح وكأنه كما وصفوه: "هوى" يغالب النفس فيغلبها" ولهذا تزينت مجالس العلماء بذكر تراجم هذه الأمة المباركة وأخبارهم، عبر ما دونوه في كتب التواريخ والسير، على مدار الأيام ...والسنين، حلقة بعد حلقة، وقرناً بعد قرن، فأصبحت كحبّات اللؤلؤ المكنون، يشهد بعضها لبعض بأن هذه الأمة المباركة بحرٌ لا يُدرك قراره، وفهل لا تنقطع فوائده، ومادة التراجم والتواريخ في تراث الأمة الإسلامية مادة زاخرة مستفيضة، استغرقت كمّا ضخناً من كتب التراث، تنوعت فيها الفنون، وتجاذبتها العلوم والآداب.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب "المعجم المفنن بالمعجم المعنون" الذي بين يدي القارئ، هو يمثل صورة عملية لمؤرخ العصر الشيخ العلاّمة المؤرخ "زين الدين عبد الباسط بن خليل بن شاهين الملطي"، وقد تميز كتابه بعدّة ميّزات أهمها: 1-علاقته المباشرة بما يكتبه ويدونه، خاصة وأنه من طبقة المماليك والامراء في عصره، فأبوه وجده من المشاركين في الحياة السياسية والعسكرية في ذلك العصر، فهو يكتب في أمراء الدولة ومماليكها بكل دقة وتفصيل، واصفاً حياتهم الخاصة والعامة بأدق التفاصيل، 2-ثم إن مدونات هذا المؤرخ تعتبر من أهم ما كتب عن نهايات الدولة المملوكية، فقد امتدت حياته إلى عام (920هــ)، أي قبل دخول السلطان سليم العثماني إلى القاهرة بثلاث سنوات، وضم بلاد السلطنة المملوكية إلى سيرة السلطة العثمانية، فهو بمدوّناته هذه يصف ما وصلت إليه السلطنة من فساد إداري ومالي، من إنتشار الرشوة بين جميع طبقات المجتمع من أمراء وعلماء وخاصة وعامة، مدللاً على ذلك بصور منها: تزوير العملة، والغش في الموازين، وتسلط أمراء المماليك على أحوال الناس وأرزاقهم، ونزاعاتهم فيما بينهم مما يقلق الحياة العامة في جميع أنحاء السلطنة، 3-وأما من الناحية السياسية فإن المصنف كان حريصاً على وصف العلاقات السياسية بين سلطنة المماليك وجيرانها من العثمانيين، بالإضافة إلى أمراء المنطقة الواقعة بين بلاد الأناضول والعراقيين، وما كان يتم من تبادل سياسي بين سلطنة المماليك وملوك المغرب الأدنى والأقصى حتى بلاد الأندلس.
بالإضافة إلى ذلك يمكن إعتبار هذا الكتاب صورة حضارية شاملة لما وصل إليه العمران في نهايات العصر المملوكي وذلك من خلال تمثيله ووصفه لصورة المدارس والمساجد والخانقاهات والاسواق والقصور، والتي حرص المؤلف على وصفها بأدق التفاصيل، ونظراً لأهمية هذا الكتاب فقد تم الإعتناء به من خلال عملية التحقيق التي شملت تدقيقاً في النص، وإضافة الهوامش التي شملت توثيق الحصاد وشرح الغامض من الكلمات، إضافة إلى التعليقات والشروح الهامة. إقرأ المزيد