تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:نضع بين يديك أيها القارئ المجموعة القصصية للكاتب "موسى حرب" تنتمي إلى القصّة الفنّية التصويرية، وتبلغ ثمانية عشر قصة ولقد راعى فيها المؤلف إحترام وقتك قدر الإمكان بالإبتعاد كلياً عن الحشو والأطناب، والإقتصار على الوقائع الأساسية والحيوية في القصة، مع وصف بليغ ومؤثر.
تضع هذه القصص القارئ تلقائياً في أجواء ...وقائعها بدءاً من العنوان، ثم العرض أو المقدمة الذي يمهد بتنسيق وربط فاعل للحُبكة وصولاً إلى الخاتمة او الحل؛ ولقد ركز المؤلف على التصوير المشوق للوقائع بإعتماد الرموز المناسبة وصور البديع البياني من: إستعارات، كنايات، طباق، وجناس، كما آثر في أماكن أخرى إختيار أسماء أبطال القصة بالتناغم مع أدوارهم، تماماً كما في "مخدوع العمر" حيث شهوان اسم العشيق الذي لا يهمّه إلاّ إشباع رغباته، لظى اسم للزوجة التي أنجبت أربعة لقطاء، وكانت ناريّة كلظى بشرتها، في حين أنّ أنيسة هو اسم لبائعة الهوى.
كما أن القصص التي بين يديك واقعية في معظمها ارتبط بعضها بحقيقة تاريخية كما في "إنتظار أم ونّوس" التي تحكي بصورة شبه أسطورية وواقعية في أن قصة تدمير مدينة بومباي الإيطالية بعيد الميلاد المجيد بسبب ثورة بركان فيزوف، وكما في قصة "خيمتا الحُجير" التي تحكي قصة إنعقاد مؤتمر الثورة العاملية سنة 1920 والذي عُرف بمؤتمر الحُجير، وما شهده هذا الوادي المقدس من قوافل الشهداء والأبطال مروراً بمقبرة "الميركافا" في آب 2006؛ البعض الآخر يرتبط بحقيقة إجتماعية صارخة كما في القصة التي حمل الكتاب عنوانها: "إعدام مراهقة".
تحكي هذه القصة مأساة مراهقة ترشح بالطيب والشذى والطيبة، قضت خنقاً على يد عمّها وأقاربها، دونما ذنب وإنما ستراً لفاحشة سفّاح ذي القربى، اعتمد المؤلف فيها أسلوب السّرد المترابط والمتصاعد بوقائعه في هذه القصة كما في سواها لدرجة أن القارئ مهما كان طبعُهُ وجلدهُ، فإنه يصل غلى أن تدمع عينه عند ذروة الحُبكة والصراع وصولاً إلى الخاتمة.
أما القسم الآخر من هذه المجموعة يتصل بحقيقة حوادث أمنية كما في: "من دفاتر العدوان" أو "جاذبية الأرض ورائحة التراب" حوادث تتصل بالإعتداءات الإسرائيلية، فيما يتصل البعض الآخر بسيرة وجدانية لأسر بعض المقاومين، كما في "وليمة بالنكهة الأميركية" و"في القنطرة أسرة مقاومة".
وفي إطار التجربة السياسية، والصراع الأيديولوجي تتضمّن "جرس إنذار" نقاشاً فكرياً عقائدياً وسرداً واقعياً دونما مواربة لتجربة سياسية شخصية، من دون أن تكون محاكمة سياسية، فالأساس هو جمالية القصّة، وحُسن السياق والسك الأدبي. إقرأ المزيد