تاريخ النشر: 13/12/2010
الناشر: خاص-سهى صباغ
نبذة نيل وفرات:"إلى من يهمه الأمر، ويسعى إلى فعل الخير، علّ ربه يشطب له أخطاءه، تعلن بديعة، وهذا اسم مستعار، أنها تريد رجلاً يشيه ريتشارد غير، وإن أمكن هو شخصياً، وبالتحديد في الشخصية التي لعبها في فيلم "إمرأة جميلة".
المقصود أن يشبهه قلباً وقالباً، وهي سيتضيفه تجنباً لأي سوء فهم كأن يخيل ...إلى القارئ أن لا فرق بين ريتشارد غير وبين تشارلز غير وبين تشارلز برونسون، وهذا خطأ فادح بالطبع، مع إحترامها الأخير.
كان ريتشارد رجلاً ثرياً، بل مليارديراً، ولا يهمها ذلك كثيراً، لكن في أي حال عليه ألا يكون فقيراً معدماً أيضاً، فيضيعان الوقت في المعاناة والكفاح من أجل لقمة العيش وينسيان الأمر الأهم، وهو هدفها الأساسي، بناء قصة رومانسية مريحة، إذن فليكن وضعه المادي مرتاحاً، ولنكمل الموضوع.
تريد بديعة ريتشارد خاصها، كما في الفيلم، هادئاً ذا شخصية قوية، فلو لحقت به النساء وتحرشن به، يتابع طريقة كريم النفس، عينه شبانه ولا يقع مقطوع الأنفاس لرائحة أي إمرأة يصادفها كأن طريقة معبّدة على طولها بقشور الموز، أو كأن دواليب سيارته مهترئة فتظل تنزلق حتى يقع في الهاوية، أو كأن ينفذ بنزين سيارته فيعبئ مكانه الخمر، محاولاً نسيان همّه وصدمته في الحياة فيصبح "تهتولاً".
بديعة تريد من ريتشارد الهادئ والمفعم بالعواطف أن يختارها لأنها أعجبته، كما يجب أن ترافقه أينما ذهب، تملأها نظراته بالحنان والإعجاب والدهشة، ولا يرضى أن يزعجها أو بجرحها أحد، فيحضنها كأمير يغار على مشاعر أميرته ويحميها من كل الأشرار، يصبح ريتشارد طيباً مع الآخرين من أجل إرضائها.. يقف أمامها هذا القمر الجذاب لتلمسه وترقب له ثيابه وتقوّم ربطة عنقه، رغم أنها لا تحسن ربطها حتى الآن...
ريتشارد يا جميلي، كيف ستلقاك تلك الفتاة التي لا تريد لعمرها أن يمر خفيفاً من دون أن تعيش قصة سندريلا، السحر، والشغف، ريتشي، وهو الإسم الذي تدلعك به، أنت أيضاً لو عرفت بديعة لتمنيت لو تكون هي فتاتك...
بأسلوبها المترف بالتلقائية والبساطة، تمضي الكاتبة سهى صباغ في حكاياها اللطيفة ويمضي معها القارئ والذي ترتسم على وجهه كما على روحه إمارات الإرتياح والإستمتاع، مبتسماً هنا، ومقطباً هناك، مسترسلاً مع تلك الحكايات... ففي كل قصة... قصة منتزعة من الواقع... بل من عمق النفس البشرية... فالكاتبة متصالحة مع شخصياتها... تقرأها بعمق... وعتبر عن مكنوناتها بمصداقية وعفوية... فتتحرك المشاهد من خلال لغة سردية بعيدة عن التكلف تترك أثراً محبباً في نفس القارئ إلى النهاية. إقرأ المزيد