تاريخ النشر: 08/09/2010
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:في هذا العمل يعري "محمد عيد العريمي" الواقع اليومي والحياتي لشخصيات قصصه القصيرة، فيدخل في أعماق ذواتهم المتشظية عبر مرآة اللغة والدلالات والتوصيف الدقيق لحالات إنسانية قام بتصويرها في تفاعلها مع محيطها الإجتماعي اليومي، وما ينجم عن هذا التفاعل من إشكالات تستعصي على الحل وخصوصاً في بلدان العالم الثالث. ...
فإذا ما اخترنا من هذه المجموعة قصة قصيرة بعنوان "مملكة الصفيح" سندرك عاجلاً هذا الظلم واللاعدالة في هذا العالم المليء بالأوجاع وسقم الحياة ينقله لنا الراوي من خلال تسليط الأضواء على ما يدور في هذه المملكة التس سمّاها مملكة الصفيح أو الأحياء العشوائية، فمحكيات الرواية تؤطر فضاءً حقيقياً يعد من أفقر التجمعات السكانية الشعبية التي تحيط بالعاصمة ومن خلال ما يدور في هذا العالم من أحداث خلال ثلاثون عاماً سوف نعرف أنه لا مكان للمستضعفين في هذه الأرض حتى ولوكان من صفيح "ثلاثون عاماً وصدرها مفتوح للغرباء والفقراء ولمن وضعوا في قائمة "بدون"، وكل من لم يجد مكاناً يؤنس غربته ويخفف وطأة تشرده غير "الصفيح". ولكن فجأة يقرر ذوي النفوذ في البلاد الإستيلاء على مملكة الصفيح وتشريد سكانها، ويقف هؤلاء عاجزين "بهذه السهولة يُمَلّك الوطن؟! هذه سرقة مشرّعة (...) ثمة رائحة نتنة تفوح من هذه القضية، والصغار ليس إلا واجهة لتشريع هذه السرقة! ..." وهنا يثير الكاتب قضية الفساد الإداري والمالي، حيث يدفع الفقراء في هذه المجتمعات فاتورته، وغالباً ما تكون مكلفة في دول لا تحترم إنسانية البشر وحقهم في الوجود والعيش بسلام حتى في أكواخ الصفيح. فسوف يقبع مكان هذه الأكواخ بعد تشريد أهلها "أبراج سكنية ومرافق سياحية وترفيهية ومراكز تجارية ...".
وعلى هذا المنوال ينسج لنا الروائي عبر مجموعته الرائعة هذه قصصاً من واقع الحياة لأولئك المهمشون الذين لم يسمع عنهم أحد، ولن يسمع لهم يوماً، فكانت قصصاً مؤثرة تطل على الإعوجاجات التي وسمت بها مجتمعاتنا العربية، بفضل حكومات وحاشية تتجه نحو الثراء السريع، الأمر الذي أدى إلى انقسام طبقي، وحالة من اللا تكافؤ، واللاعدالة ...؟؟ إقرأ المزيد