تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: دار وحي القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:اعتنى الشيخ "سلمان ابن فهد العودة" في محاضراته ومقالاته وحواراته بمواضيع الإختلاف، وكان مما عني الشيخ بتأصيله التأكيد على حتمية الخلاف، وأنه سنَّة كونيَّة ماضية، وأن النظرة المتبرمة من الخلاف والتي تنتظر إنتهاءه نظرة حالمة تنتظر ما لا يأتي ولا يكون.
وأن الخلاف ليس كله شر، وما كان شرّاً فيمكن ...تقليل شرِّه، وإطفاء ناره، وأن الخلاف كان موجوداً في أفضل وأتقى وأنقى جيل، وهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وكان مستديماً بين ورثة الرسل من العلماء وهم خيار الأمة وأفضلها، ولكن هذا الخلاف كان يدار على نحو يجلي الحق ولا يفرق القلوب.
وأن لهذا الخلاف أسبابه المتنوعة والتي يرجع بعضها إلى طبيعة الشخص، وبعضها إلى بيئته وظروفه المحيطة، وبعضها إلى تكوينه وحصيلته العلميَّة، إلى غير ذلك.
ولذا، فإن المهم هو النظر إلى الخلاف بواقعيَّة، وتكوين اللياقة النفسية لتقبله والتركيز على أسلوب التعاطي مع الخلاف، والآداب التي ينبغي أن يتحلَّى بها من يتجاذبون أطراف القضايا ويختلفون حولها، فإن هذا سيردم كثيراً من الخنادق الفاصلة ويصل بين الجزر المتباعدة، ويقرب الحقيقة، ويجلي الرؤية، بعيداً عن التعصب والهوى، وما يتفرع عنها من إثارات وثارات نفسية.
ولقد كان يزين طروحات الشيخ في هذا الموضوع تقديم النموذج العملي في التعامل مع الخلاف، فقد كان الشيخ في برامجه الإعلامية المباشرة وحواراته ومقالاته يقدِّم نموذجاً راقياً في التعامل مع وجهات النظر المخالفة على تفاوت درجات المخالفة؛ وكانت طريقة الشيخ في ذلك كله قريبة إلى حد كبير مما طرحه ودعا إليه في محاضراته، ولذا فإنك واجد في منهج الشيخ وسيلة الإيضاح العملية لهذه الطروحات النظرية.
ولأهمية ما اهتم به الشيخ من شأن الخلاف قامت الإدارة العلميَّة بمؤسسة (الإسلام اليوم) بتحرير هذه المحاضرات التي سبق أن ألقاها الشيخ في أماكن متفرقة وأزمنة متباعدة، ليتم جمعها في سياق واحد، مع حذف المكرر، وتوثيق النصوص، بحيث ائتلفت في هذا الكتاب الذي بين أيديكم. إقرأ المزيد