أدب الأطفال وأثره على التربية
تاريخ النشر: 29/03/2010
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:ظلت الطفولة منذ أمد بعيد مناط الإهتمام ومحور التفكير لكثير من العقلاء الباحثين عن أصل الإنسان ومنتهى الأكوان. وعلى الرغم من الجهود المتصلة، إلا أن عجز الإنسان عن معرفة نفسه ما زال كبير، وإن خطا خطوات واسعة في سبيل ترقية العقل والروح. ومع تطور المعارف إستيقظ الإنسان على صوت ...الضمير وهو ينادي ويرد مع سقراط ( إعرفوا الطفولة ). ومن هنا كان إهتمام جزء من العلوم بدراسة الطفولة...وقد ظلت هذه الدراسات ولا تزال تتناول الأطفال في شكل جزئي لا كلي، إذ إتجهت الدراسات إتجاهات شتى منها ما عني بالطفل ضمن الأسرة، ومنها ما تناوله في إطار وحدات أوسع كدور الحضانة، ورياض الأطفال، والمدارس والأندية. ومن هنا كانت دراسة الطفولة بوجه عام حصيلة جهد وعلمية في سائر العلوم الإنسانية. وقد إتخذت مناهج الدراسة في بدايتها أسلوباً كشفياً ووصفياً دون معالجة الموضوع في وحدة واحدة رغم تدرجت الأمور المتعلقة بالعلاقات السببية بين مراحل النمو والإدراك ثم دخلت الملاحظة في الدراسة، وتشعبت وسائل البحث فكان أن ساهمت هذه الوسائل بصورة كبيرة في بلورة وصياغة الوعي العلمي في المجتمعات. وإلى هذا فإن أدب الاطفال إنما يمثل محاولة كشفية عن عالم الطفولة بالنسبة للكبار وعن عالمنا نحن الكبار، وعن العالم بالنسبة للأطفال. من هنا فإن أدب الأطفال نافذة يطل منها الأطفال على أنفسهم وعالمهم، ونطل نحن الكبار منها على عالم الطفولة الذي لما نفارقه رغم توالي السنين. إلا أن الإشكالية التي تواجه دارس الأدب عامة، ودارس أدب الأطفال بشكل خاص هي أن أدب الأطفال قد تسرب إليه ما ليس أدباً ومن ثم يجد الدارس نفسه مواجهاً بمشكلة الإختيار والإنتقاء. ومع إتساع العالم العربي وكثرة الكتابة للأطفال تزداد الضرورة لهذا الإنتقاء الذي قد يعبر تعبيراً شاملاً عن ذلك الأدب، وإن كان هو الممكن الوحيد. ولا شك أن الأدب قيمة حضارية، وأن أدب الأطفال يمثل علامة مميزة لثقافة الأمة...ولهذا فإن دراسته تمثل قراءة ثانية لتلك الثاقفة، أو محاولة لتوجيه الأمة لقراءة نفسها والإطلاع على حضارتها ومكنوناتها. ضمن هذه المناخات تأتي هذه الدراسة التي مثلت رحلة في أدب الأطفال الذي يدخل ضمنه قصص الأطفال ومسرحياتهم وأناشيدهم مما يتصل بهم إتصالاً وثيقاً وبما يتفق وعالم الطفولة إتفاقً عميقاً.طأطفال ومسرحياتهم و إقرأ المزيد