محمد الغزالي داعية النهضة الإسلامية
(0)    
المرتبة: 148,575
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
نبذة نيل وفرات:مُهمة هذا الكتاب أن يُعرّف القارئ بالشيخ محمد الغزالي المفكّر، ومعالم مشروعه الفكريّ، ومساهمته في إثراء الفكر الإسلاميّ، وجُهوده في الإصلاح، والحق أنها مهمة شاقَّة عسيرة، كيف لا والشيخ (رحمه الله) كان غزير الإنتاج، مُتدفّق الفكر، واسع الإهتمامات والهموم الثقافيّة والفكريّة، وقد غطَّى بقلمه مساحات كبيرة من القضايا الفكريّة ...والإجتماعيّة والسياسيّة المُلحة، وتناول عدداً من القضايا الشائكة في تراثنا، وأثار كثيراً من الجدل في حياتنا الثقافيّة، كما استفز بكتاباته فريقاً من المُشتغلين بالدعوة في الساحة الإسلاميّة؛ لذلك تراوح الحكم عليه، بين من يرتفعون به في سماء التجديد الإسلاميّ، نجماً هادياً، ومن يهبطون به في دركات العداء للسنة النبويّة، ودعم الفكر التغريبي الهدام؟
رجل كهذا تُصبح الكتابة عنه وعن فكره أقرب للمجازفة، والسَّير في حقول الألغام، خاصة لكاتب مثلي، يُحاول أن يكون مُحايداً، كيلاً يُحسب مع أو ضد، وكيلاً يلحقه تصنيف لا يفارقه في رحلته في الكتابة، كما اعتدنا في بيئتنا الثقافيّة العربية، ورغم التوتر الذي كان يعتريني وأنا أتتبع خُطى الشيخ في قضايا العَقَدية والفقهية التي سار فيها بخلاف التيّار العام، والخشية من الزلل في الحُكم على آرائه فيها، فلا أُنكر أني قد استفدت كثيراً، واستمتعتُ، وازددتُ إجلالاً وإنبهاراً بثقافتنا العظيمة، التي تحتوى هذا التعدد الفكريّ والثقافي، وتسمح به في إطار من السماحة الخُلقية، والثراء العقلي، قلَّما تمتَّعت به ثقافة من الثقافات الإنسانية، أو اتَّسمت به حضارة من الحضارات...
وأعود للغزالي فأقول إنَّه ظاهرة فكرية، تستحق الدراسة العلمية المتعمقة، في مساحة أكبر من المُتاحة هنا، وإنَّ مشروعه الفكريّ لم يحظ حتى اللحظة. في حُدود علمي. بالدراسة الوافية، الكافية الشافية، ولولا إلتزامي بالمخطط المنهجي المُعتمد في بحوث هذه السلسلة، لَنحوْتُ فيه منحى آخر، واتبعت خُطة أخرى، فالرجل، مهما أُخذ عليه، فقد قدَّم بذوراً لنهضة إسلامية حقيقية، تحتاج لمن يتعهدها بالغرس والرَّي والعناية، لتنمو وتستوي على سوقها وتُؤتي كلها. إقرأ المزيد