تاريخ النشر: 31/12/2009
الناشر: خاص-إبراهيم عساف
نبذة نيل وفرات:لم يكن اغتيال رئيس مجلس الوزراء السابق رفيق الحريري، الاغتيال الأخير في لبنان، فالمجرمون يواصلون اللجوء إلى أساليب من الأزمنة الغابرة كما وصفها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، فيسعون من خلال الاغتيالات السياسية إلى التخلص من سياسيين ينتهجون مبادئ معينة بغية فرض أجندات سياسية مختلفة.
وهنا عمدت الأمم المتحدة إلى ...إنشاء لجنة التحقيق المستقلة ومن ثم المحكمة الخاصة للبنان، لكشف ومحاسبة مرتكبي هذه الجريمة والجرائم العشرين الأخرى المرتبطة بها لوضع حد للإفلات من العقاب.
ويتضمن هذا الكتاب الوثائق الرسمية الكاملة الصادرة عن الأمم المتحدة حول إنشاء المحكمة الخاصة للبنان والتحقيق في جريمة اغتيال رفيق الحريري والاغتيالات والتفجيرات العشرين التي اعتبرها لبنان مرتبطة بها، والتحضير لمحاكمة مرتكبيها، وهي اغتيال سمير قصير، جورج حاوي، جبران تويني، بيار الجميل، وليد عيدو، أنطوان غانم، فرانسوا الحاج ووسام عيد؛ ومحاولات اغتيال مروان حمادة، الياس المر ومي شدياق؛ فضلاً عن التفجيرات التي وقعت في نيوجديدة، الكسليك، سد البوشرية، برمانا، جونية، مونو، الزلقا، الأشرفية وعين علق.
ويبلغ عدد هذه الوثائق 172 وثيقة، صدرت خلال فترة خمس سنوات، بدءاً بتاريخ محاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة في 1 تشرين الأول 2004، وحتى تاريخ مباشرة المحكمة الخاصة للبنان أعمالها في 1 آذار 2009. ويتوافق بدء المحكمة الخاصة للبنان أعمالها مع انتهاء مرحلة لجنة التحقيق الدولية المستقلة، وهذا ما جعل موضوع هذا الكتاب واضحاً ومجدداً.
إن ما يهدف إليه المؤلف إبراهيم عساف في كتابه هذا هو التعريف بلجنة التحقيق الدولية المستقلة وبالمحكمة الخاصة للبنان، من خلال نشر الوثائق المتعلقة بالتحقيق والتحضير للمحاكمة في جريمة اغتيال الحريري والجرائم العشرين المرتبطة بها في مرجع واحد، وهذا ما يضفي المزيد من الشفافية على هذه العملية، ويضع الحقائق في نصابها، بعيداً عن التأويلات.
وعليه يمكن القول إن الكتاب يأتي في سياق ما طالبت به الأمم المتحدة في العديد من الوثائق والتقارير الصادرة عنها، خاصة لجهة الدعوة إلى وضع استراتيجية للاتصالات والتوعية لتعريف الجمهور بالمحكمة الخاصة للبنان. وتتوافق نصوص الوثائق الواردة في هذاا لكتاب حرفياً مع نصوص الوثائق الصادرة عن الأمم المتحدة. أما النشرات والبيانات الصحفية الصادرة عن الأمين العام ومجلس الأمن فهي صدرت باللغتين الإنكليزية والفرنسية، فعمل الباحث على ترجمتها وتعريبها، مرتبة وفق التسلسل الزمني لصدورها، بشكل يحافظ على استمرارية المعلومات ويتيح للقارئ الإلمام بالموضوع منذ بدايته ومن كافة جوانبه مع استثناء لبعض الوثائق التي تتضمن مشاريع قرارات مجلس الأمن قبل التصويت عليها، كما لم يتضمن الوثائق الصادرة عن لجنة الإدارة والموازنة كونها ذات طابع مالي بحت ولم يتضمن النشرات الصحفية التي تصف باختصار إجراءات مجلس الأمن كون هذه الأخيرة مفصلة في المحاضر الحرفية لمداولات المجلس.
كتاب هام، يكشف النقاب عن جريمة صنفت من أبشع الجرائم في تاريخ لبنان، تغيرت في إثرها كثير من المفاهيم والرؤى السياسية، وأحدثت انقلاباً وثورة في المجتمع، لا بد أن توحد اللبنانيون، وتجمعهم على حب الوطن وحب الشهيد في آن معاً. إقرأ المزيد