تاريخ النشر: 26/02/2010
الناشر: طوى للنشر والإعلام
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"لا أحد يهزم الله" رواية الكاتب "ميقات الراجحي" هي أشبه بمكاشفة صريحة، يتخللها نقد جذري لواقع الحال الذي تعيش في ظله الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية.
"قصي" بطل الرواية شاب طموح ينتقل من جدة إلى الرياض العاصمة ليكمل دراسته الجامعية، فيبدأ بالتعرف على المكان: "أخيراً وجدتها؟ حجرتي أنا وهي ...فقط... لا تختلف عن أي سجن جديد لدي، تسلمت المفتاح بعد أن قمت بتوقيع إتفاقية السجن/ السكن والتي أتعهد فيها بأن لا أحدث فيها أي منكر يعاقب عليه الشرع أو القانون، محرمة الأغاني هنا.. محرمة هي الملابس التي تخدش الحياء... محرم هو شرب السجائر...".
وهكذا بأسلوب خاص، وسخرية مبطنة من القدر ومن الحياة، وتعابير تحمل في طياتها الكثير من التأملات والأسئلة التي يحاول قصي أن يجد لها جواباً فلا يجده لا في قواميس الأديان ولا في الأعراف والتقاليد، فقط هكذا عليك أن تكون.
قال أحدهم في المسجد: "على العموم اسمع الكلام الذي يفيدك ويجنبك عذاب جهنم وبأس المصير.. أنت مسبل يعني ثوبك طويل... أول مرة أشوف ثوب ما تبين حتى أصابعك...".
في كل محطة في هذه الرواية نجد تنهيدة وتعبير عميق لمكنونات النفس البشرية التي لا تستطيع التعبير عما تريد، فتبقى أسيرة النفس نراه يخاطب فتاة أحلامه "ليتكِ كنت معي. أعلم جيداً أن الإختلاط ممنوع في الديار السعودية... لا أعلم لمن أكتب، يبدو أنه لنفسي؟! إنما لن أكتب بعد الآن؛ مسكين أنت أيها الحب... كم نقتلك وأنت ما زلت في مهدك هنا وسط مجتمعنا... وسط عاداتنا... وسط تقاليدنا التي حملناها سفاحاً من آبائنا سامحهم الله، ما زلت أيها الحب مجروحاً هنا.. لا أعلم إلى متى ستظل تنزف دماءك الطاهرة؟".
من جانب آخر من الرواية نجده ينقل لنا في كتاباته المتناقضات والفوارق الطبقية التي تتسم بها غالبية مجتمعاتنا العربية "أمضيت حتى الآن قرابة العام لم أغادر هذه المدينة من مكان إلى آخر... الجميع على طول الطريق الأغلبية تتحدث لغة تستعمل يومياً، وقابلة للتحديث وهي لغة الإستعلاء... الأغلبية تجيد التفرقة...".
محطات متعددة ومواقف إنسانية كثيرة تحملها هذه الرواية استطاع الروائي من خلال بناءه للشخصيات وتصرفاتها في هذا العالم المتمسك بتقاليده وبناه الدينية-التقليدية أن يضع يده على الجرح جرح من لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في هكذا المجتمع، ولكن على من تقع إرادة التغير؟ بالتأكيد على الشباب أمثال قصي وغيره كثيرون بقوة إرادتهم وعلمهم، فهم من يستطيع أن يصوب الخطأ ويهدي إلى التي هي أقوم كما أمرهم دينهم وليس التقاليد..نبذة الناشر:"سيارات كثيرة تمرّ من أمامي.. تتشابه من الداخل حيث سائقيها. النظرة المتعالية.. عدم وجود تحليق للأعين يمنة ويسرى.. تكثيف النظر حول السيارة المجاورة عند وجود أنثى قريبة في محاولة استعراضية ببعض خصلات شعرها أو بإخراج بريق عينيها ولا تدري ماذا خلف هذا المساحة الضيقة ما بعد العين.. الاهتمام بثبات قطعة الشماغ كل ثانية.. استنشاق أكبر كمية من الدخان التي تحلق في أيدي الشباب عند الشعور بأن ثمة أنثى بالقرب كرسالة جنسية تفهمها بعض الفتيات اللواتي بلغت منهن النشوة متسعاً من جنون ووصلت لأوج خطورتها.. الأطفال تجدهم على مقاعدهم وقد منعوا من الحراك فتجدهم أشبه بدمى لا تتحرك إلا مع تحرك سيارتهم. وأحياناً كثيرة تجد أصوات والدهم تنهرهم حتى يسمعها القاصي والداني وتنذرك بأن القادم ليس مثل هذا الصوت بل هو أشد قسوة." إقرأ المزيد