مبحث الصفات الإلهية بين فخر الدين الرزاي وابن ميمون اليهودي
(0)    
المرتبة: 94,744
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: مكتبة الثقافة
نبذة نيل وفرات:مسألة الصفات الآلهية هي من المباحث الهامة في العقيدة الإسلامية، ولا يخفى على ما باحث أو دارس كم ثارت حولها الخلافات قديماً وحديثاً، سواء كانت بين الأديان، أو بين الفرق والمذاهب في الدين الواحد، والمساهمة فيها لتقوية جانب الحق بالقدر المستطاع لهي من أنبل المقاصد والغايات على الإطلاق. ولعل ...ما ساهم به كلُّ من الإمام الرازي وابن ميمونة يُعدّ من الأهمية بمكان في هذا الباب.
من هنا وقع اختيار الباحث على هذا الموضوع "الصفات الإلهية" ليكون مثار بحث من خلال مقارنة بين ما أسهم به كلّ من الرازي وابن ميمونة من أعمال في هذا الموضوع. وليأتي هذا العمل في إطار رسالة جامعية نقدم بها الباحث لنيل درجة الماجيستير في كلية أصول الدين قسم مقارنة الأديان بالجامعة الإسلامية العالمية.
وقد حاول الباحث من خلال رسالته هذه تجلية الصفات الذاتية الفعلية لله تعالى، عند الرازي وابن ميمون وتتبعها بشكل جامع، وصولاً إلى تجلية الصواب عن غيره، بميزان الحق المنبثق عن معطيات النصوص الدينية. وأما منهجه في إيراد الصفات عند العالِمَينْ فقد انحصر في النقاط التالية: 1-ترتيب الصفات عندهما على حسب اعتقاد الباحث ضوابته، ليقوم بتوزيعها بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية، 2-إيراد الصفات عند ابن ميمون على حسب أيضاً إعتقاده بأن من الناس من يعتبر تلك المعاني من الصفات، كالروح فإنه ظنها مدرجة في الصفات الذاتية، والكرسي، مع أنها مخلوقات، إلا أنه راعي فيهما ما يترتب عليهما، من اللمس للكرسي، والروح لسريانها في الجسم، فيدفع على هذا الأساس ذلك التوهم المفترض، ولعل ابن ميمون (والقول للباحث أيضاً) أنه قد وجد بالفعل من يعتقد ذلك، وإن لم يصرح أنه وجد ذلك، 3-إن ما أورد الرازي من الصفات غير معتقد أنها صفات ولكنه فعل ذلك لأنها عند أقوام هي كذلك، فهبّ رادّاً عليهم ولذلك جعلها الباحث في الصفات لإعتقاده أنها صفات، بالأدلة التي أوردها في مواضعها، 4-لم يتم الباحث بالتعقيب على ذلك إذ هو يرى ما يراه موردها سواء أكان الرازي أو ابن ميمون.
هذا وقد انحصر البحث في مقدمة وتمهيد، وفصول ثلاثة ثم خاتمة. اشتمل التمهيد على أربعة مباحث كانت بمجملها حول الصفات ومعناها وعلاقة الذات بالصفات وأسباب التأويل عند الفرق والمذاهب، ثم حديث حول فكرة التشبيه والتنزيه عند المسلمين واليهود.
ليأتي من ثم الفصل الأول الذي جاء حول الصفات عند الفخر الرازي وتم التعريف قبلاً بهذا الإمام وبمدرسته الكلامية. وأما الفصل الثاني فقد تم تخصيصه للحديث عن موقف ابن ميمون من الصفات الإلهية، وأيضاً تم التعريف قبلاً بإبن ميمون وبمدرسته الفكرية. وأما الفصل الثالث والأخير ففيه تم عقد المقارنة بين الرازي وابن ميمون من حيث أوجه التشابه بينهما وأوجه الإختلاف. وأخيراً جاءت الخاتمة مشتملة على أهم نتائج هذا الباحث. إقرأ المزيد