تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:بالرغم من أن المسلمين على اختلاف مذاهبهم يجتمعون في نفس الزمان والمكان في موسم حج بيت الله الحرام ، ويؤدون نفس المناسك إنفاذاً للفريضة الإلهية واتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خطب في مثل ذاك اليوم وفي نفس ذاك المكان قائلاً : " إن دماءكم وأموالكم ...حرام عليكم كحرقة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا " . ورغم إشتراك الدول والشعوب على اختلاف مذاهبها في منظمة المؤتمر الإسلامي وما يعنيه هذا من اعتراف متبادل والنقاء حول السياسة والمصالح بين أبناء الأمة الواحدة ، رغم تنوعها المذهبي ، إلا أن التعارف بين هؤلاء يبقى قاصراً عن تلبية ضرورات أخوة العقيدة كما أمر رب العزة جلّ وعلا [ إنما المؤمنون أخوة ] [ الحجرات ] الأسباب التي أدت إلى غياب المعرفة المتبادلة والتي قادت إلى أن يتبنى البعض مجموعة من التصورات الخاطئة عن الآخر المسلم كثيرة ومتنوعة ، وقد ورثها المسلمون عن عصور التخلّف والإنحطاط الحضاري التي يتفق الجميع على ضرورة التخلص منها والإنطلاق نحو النور والتقدم . لم يعد مقبولاً في الإنفجار المعرفي والتواصل الثقافي والإنتاج الكوني أن تبقى هذه الحالة مخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى [ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ] [ الحجرات / 13 ] . فالتعارف المشار إليه في الآية الكريمة يعني التعرّف على الأفكار والمعتقدات التي تؤمن بها هذه الشعوب على وجهها الصحيح ، ومن مصادرها الأصلية ، فما بالك إذا كانت هذه الشعوب تنتمي إلى دين واحد هو الإسلام ، وتعبد إلهاً واحداً هو الله الواحد الأحد ، ولها كتاب واحد هو القرآن ، ورسول واحد هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . فالتعارف بين أبناء المذاهب الإسلامية المختلفة يحتاج إلى تحري الدقة والموضوعية والإنصاف ، وهو مُتقدٌ في الكثير ممن يتصدرون لهذا الشأن والذين ينقلون كل ما يصل إلى أسماعهم ، ومن بينها تلك الخرافة الشهيرة التي تلوكها بعض الألسنة عن الشيعة ، خرافة الوحي الذي أخطأ طريقه من علي بن أبي طالب إلى محمد بن عبد الله .. بينما يعرف القاصي والداني أن الشيعة يُعاتبون على ( إفراطهم ) في الحب والولاء ( لآل محمد ) ؛ أي أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم عندهم هو الأصل ، وهو واسطة كل خير ساقه الله إلى بني الإنسان [ لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتّم مريضٌ عليكم بالمؤمنين ، رؤوف رحيم] [ التوبة / 128 ] . [ ... ] حول هذه الإشكالية فيما يتعلق بالمذهب الشيعي / الجعفري وحقيقة المسائل التعدية والتعبدية التي ذهب إليها أئمته في اجتهادهم ، وبأنها لا تعدو كونها كون الإجتهادات كما في سائر المذاهب الأربعة : الحنفي ، الشافعي ، المالكي ، الحنبلي . يحاول المؤلف من خلال كتابه هذا إيقاظ وعي المسلمين ، كي يتحروا الحقيقة في مثل هذا الأمر الذي يمثل خطراً على اجتماع كلمة المسلمين . يدعو المؤلف المسلم إلى تحري الحقيقة بنفسه بدلاً من أن يكتفي بما يسمعه من الآخرين ، ولا سيما أن العديد من العلماء من السنة والشيعة بذلوا وما زالوا يبذلون الجهود من أجل التعريف المتبادل والتقريب بين المذاهب ، وما ضاع ولن يضيع جهدهم سُدى ، وما زال المجال مفتوحاً لبذل المزيد من أجل الوصول إلى تحقيق هذا الهدف النبيل . وفي هذا الإطار يأتي هذا الكتاب الذي دار البحث فيه حول المواضيع التالية : أزمة الفرقة ، جهود التقريب ، حقيقة الإسلام والإيمان ، معنى كلمة شيعة ، وجوب حب أهل البيت ، فضائل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، علوم الإمام علي رضي الله عنه ، مقتل الإمام علي رضي الله عنه ، إضطهاد الشيعة بعد رحيل الإمام ، الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه ، الأمام الحسين بن علي رضي الله عنه ، الإمام علي بن الحسين السجاد رضي الله عنه ، أهل البيت في العصر العباسي ، أئمة أهل البيت في العصر العباسي ( الإمام الرضا علي بن موسى ، الإمام الهادي : علي بن محمد الجواد بن علي الرضا ، الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكري ) شبهات حول الشيعة والتشيع ، نشأة المذاهب الإسلامية ، أسس الإجتهاد عند الشيعة ، بعض الأحكام التفصيلية . إقرأ المزيد