النكتة السياسية عند العرب ؛ بين السخرية البريئة والحرب النفسية
(0)    
المرتبة: 26,141
تاريخ النشر: 19/12/2009
الناشر: الشركة العالمية للكتاب
نبذة المؤلف:ليست الغاية من وضع هذا الكتاب، التسلية أو إستدرار الضحك للقارئ والمتاعب للكاتب، فالنكات السياسية الواردة به ليست جديدة، وهي ليست بالتالي من تأليفنا، والنكتة تفقد الكثير من رونقها، إذا سُمعت للمرة الثانية، وتصبح تافهة في المرة الثالثة...
ثم إن قراءة النكتة هي غير سماعها، ففي النكتة تعابير ولهجة وطريقة إلقاء، ...تحدد مجتمعة قوتها وصنفها إلى حد بعيد، والنكتة كالخبر، اليوم بمليون، وغداً بمليم، كما يقول إخواننا المصريون.
إن الغاية من وضع هذا الكتاب هي الدخول إلى عالم السخرية السياسية، من باب علمي وتحديد الأساليب دون إغفال الدوافع والأهداف والنتائج؛ ونادراً ما عولج هذا الموضوع في العالم العربي، ربما خشية من إنتقام مَن بيدهم سلطة والذين لا يقبلون المزاح، أو إنسجاماً مع نصيحة الإمام علي بن أبي طالب، الذي قال: "لا تمازح الكريم فيحقد عليك، ولا الدنيء فيتجرأ عليك".
ونحن هنا لا نمازح أحداً، إنما نحاول أن ننقل بكل أمانة ما تردّد على ألسنة الناس، محاولين تبويب الدعابة السياسية بأنواعها، من خلال تحليل أساليبها ودوافعها، ومدى إنتشارها وتأثيرها؛ وإذا تركّز إهتمامنا على بعض دول المشرق العربي، دون غيرها فلا يعني بالضرورة حصرها بها إلا أن سائر بلدان العرب، لا سيما الخليجية منها ودول المغرب العربي، كانت هزيلة الإنتاج في هذا الحقل... ولأن ما ترامى إلينا، وما عثرنا عليه من مصادر، كان أكثر غزارة في مناطق منها في مناطق أخرى.
بالإضافة إلى أن الثقافة الشعبية في دول الهلال الخصيب، تختلف عنها في باقي أمصار العرب، رغم الفارق الواضح في كل دولة من ضمن المجموعة الواحدة، فيما يتعلق بنفسية الجماهير ومفهومها للنكتة وطريقة تعامل هذه الجماهير مع حكامها، ومصر التي تمثل حالة فريدة في حدّ ذاتها في مضمار الظرف، وبالتالي السياسي منه، لأسباب تتعلق بالتاريخ والبيئة، وطبيعة الشعب، فإنها تستأهل وحدها مجلدات تبحث في ظرف أهلها، وحبهم للنكتة والهزل. إقرأ المزيد