صورة عثمان وعلي في (صحيحي) البخاري ومسلم (قراءة في الجذور والخصائص والدلالات)
(0)    
المرتبة: 62,547
تاريخ النشر: 15/12/2009
الناشر: دار الطليعة للطباعة والنشر
نبذة الناشر:نِادرة هي الدراسات الحديثة التي حاولت أن تنظر في سير أعلام المسلمين بعين نقدية، تحليلية أو تعليلية، بل تجدها تجنح في الأغلب إلى المنهج السردي الوصفي، وتغلب عليها النزعة النفعية والآنية المتمثلة في معالجة الواقع الحضاري إنطلاقاً من جذوره الماضوية، وإنتقاء الوقائع بصورة آعتباطية، بما يتيح لها إمكانية التصرُّف في ...التاريخ كما تشاء خدمةً لأهدافٍ منشودة.
والأخطر من ذلك أن أصحابها يتجنّبون البحث في مقاصد تلك الشخصيات ويتخذونها على أنها حقائق لا يُداخلها ريب ومرجع مثال لا مناص من العودة إليه لحلّ أزمات الواقع الراهن على إختلافها ومهما كانت أسبابها.
ينطوي البحث في صورة عثمان وعليّ من خلال "صحيحَيّ" البخاري ومُسلم على أهمية فكرية وتاريخية مؤكّدة لكونه يرتبط بشخصيتين كانت لهما مكانتهما المتميّزة بين خلفاء المسلمين عامة والخلفاء الراشدين خاصةً، نظراً لدورهما المباشر والفعّال في تكوين الفترة التأسيسية المبكرة للإسلام، وفي نسج خيوط الفترات اللاحقة أيضاً، لكننا لا نعثر على دراسة لسيرة هذين الرجلين غير ما ترسّب في الذاكرة الشعبية عنهما وما حوته المصنّفات التقليدية من أخبار وأحاديث تتصل بهما تُؤخذ على أنها حقائق تاريخية ثابتة، في حين أن تلك الذاكرة ما زالت محافظة على صورة لعثمان وعلي متأرجحة ما بين النمذجة والأمثلة والأسطرة حيناً، وبين التحوير والتشويه والتهشيم حيناً آخر، تبعاً للفئة أو الطائفة المعنيّة.
لا يدّعي واضع هذا الكتاب القبض على الحقيقة التاريخية بدون زيادة أو نقصان، بل تطلّع إلى إبراز صورة الرجلين كما شكّلهما الواقع في شتى أبعاده، السياسي منه والإجتماعي والإقتصادي وكذلك المتخيّل الجمعي، مع الإبتعاد قدر الإمكان عن الأحكام الإنطباعية والتعصب لأي منهما أو التحامل عليه، لصالح تبيان بعض الجوانب الخفيّة والمسكوت عنها في سيرتهما ودلالات ذلك على صعيد التوظيف الإيديولوجي لها.
لعلّ هذه المحاولة تتيح للقارئ فهماً صائباً للثقافة الإسلامية ولبُناها العميقة بها هي مرآة عاكسة لتراكمات وإرهاصات واقع حضاري أمتد على أكثر من قرنين. إقرأ المزيد