تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار المتنبي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يدخل هذا الكتاب في إطار ما يمكن انت تطلق عليه "علم الكلام الصوفي" وهو العلم الذي يتناول قضايا علم الكلام التقليدي (الآلهيات..النبوات..السمعيات) من منظور صوفي. وإذا اردنا أن نحدد اهم ملامح |أهم ملامح هذا العلم الذي بدأ الباحثون في مرحلة الدراسات العليا يتناولونه، ولكن في شذرات متفرقة، ...أمكننا القول:
أولا: بأنه علم اصطلاحي موغل في الصعوبة، نظراً لأن المصطلح الذي يستخدمه يكاد يتحدد تبعا لاستخدام كل مؤلف فيه على حدة.. ومن يدري؟ فربما تتعاون الدراسات الحديثة في يوم قريب لتقوم بجمع مصطلحات هذا العلم والمقارنة بينها، حتى تتفتح لنا عموميتها. الملمح الثاني: يتمثل في ابتعاده عن الجدل وأسلوب الخلاف الذي يطبع علم الكلام التقليدي. أما الملمح الثالث: فيبدو بوضوح من أستخدام منهج التأويل في فهم الآيات القرآنية على نحو خاص جداً. صحيح أنه يعتمد في معظمه على دلالة اللغة العربية، ولكن أية دلالة؟!
إن المعنى المباشر للكملمة لايكاد يظهر الا بمقدار ما يخدم غرض المؤلف. وهنا لاتجد مفراً من المقارنة بالتراث المنوعي، الذي لم ينج من تأثيره دين من الاديان، والذي يعتمد على اسرار خاصة جداً للحروف والاعداد.
لقد عاد الصوفية المتأخرون ومنهم فلاسفة متميزون منهم السهروردي وإبن عربي والجيلي ومحمد رفا… فأدركوا أن تجربة روحية خالصة من الإطار العقلي لايمكنها وحدها أن تقنع الإنسان النازع دائماً إلى المعرفة بفضل مازوده الله تعالى بأهم أسبابها وهي العقل. ومن ثم فقد راحوا يبسطون مواجيدهم الفردية، وتجربتهم الموغلة بالخصوصية، في مقالات عقلانية، خلت غالباً من دفئ العائلة، واتسمت أحيانا ببرود المقولات المنطقية. إقرأ المزيد