حكايات فطاني : حكاية ملايوية شعبية عن تاريخ سلطنة فطاني دار السلام الإسلامية
(0)    
المرتبة: 107,027
تاريخ النشر: 02/12/2009
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:فإنَّ لفنِّ الحكايات رواجًا واسعًا في عالَم الملايو قديمًا وحديثًا. وكلمة "حكايات" هنا، في ثقافة الملايو، لا تعني فنَّ الحكايات بمفهومه الأدبيِّ الدَّقيق، وإنَّما هي –بالإضافة إلى ذلك- إطلاقٌ موسَّعٌ يشمل معظمَ أنواع النُّصوص النَّثريَّة الشِّفاهيَّة منها والمكتوبة ما عدا الشِّعر: من قصص خرافيَّة، وأسطوريَّة، وملحميَّة، وتاريخيَّة، ودينيَّة إسلاميَّة. ومن ...أشهر الحكايات التَّاريخيَّة بهذا الصَّدد: "حكايات راجا راجا بَاسايْ" التي تؤرِّخ لمملكــة باســاي الإسلاميَّــة بــدءًا بالملك الصَّالح المتوفَّى عاــم (1297م)، والملك الظَّاهر المتوفى عام (1326م)، وانتهاءًا بسقوط تلك المملكة إثر غزْوِ ماجاباهيتْ (Majapahit) لها عـــام (1350م). ومنهــــا أيضاً، "سيجــارَا ملايو" (Sejara Melayu)، أي تاريخ الملايو، وهي من أشهر النُّصوص التي تؤرِّخ لمجتمع الملايو ولِسُلالات سلاطينها، وتبدأ بحياة سلطان جوهور علاء الدين رعايةُ الله شاه (ت1488م)، عندما كان أسيرًا في باسايْ الجاوَة، وتشمل تلك الحكايات أخبار سلاطين جوهور، وملاقا، والممالكَ الإسلاميَّة التي كانت تابعةً لها في أرخبيل الملايو، إلى سقوط تلك المملكة تحت الغزو البرتغالي. ومنها أيضًا "حكايات نيغْري جوهور"، و"حكايات هانْغ تُوا"، و"حكايات ميرونغْ ماهاوانْغسا"، (Hikayat merong Mahawangsa)، وهي عن تاريخ مملكة قِدَح، وفيها جزءٌ عن تاريخ فطاني وسلاسل أنساب سلاطينها، وغيرها من الحكايات التَّاريخيَّة.( )
أمَّا حكايات فطاني موضوع الحديث، فتعدُّ من أنْدَر النُّصوص الإسلاميَّة والتَّاريخيَّة وأهمِّها في مجتمع الملايو؛ لأنَّها تؤرِّخُ لدولة الإسلام في فطاني منذ قيامها إلى سقوطها وانضوائها تحت مملكة السِّيام البوذيَّة. ولأنَّها – في الوقت نفسه- من الكتابات التَّاريخيَّة التي وضعها كُتَّابٌ محليُّون عايشوا الأحداث، وتناقلوها شفاهَةً عبر الأجيال والعصور. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ لحكايات فطاني – وغيرها من الحكايات الملايويَّة- أهميَّتها البالغة لدى الباحثين في المجالات العلميَّة كافَّة؛ لأنَّها تمدُّ القارئ بتأريخيَّة المجتمع الملايويِّ وواقعه، وتكشف له عن الظُّروف الاجتماعيَّة والثَّقافيَّة التي مرَّ بها هذا الشَّعبُ، ومن ثمَّ ترسُم له عن رؤية شعب الملايو للعالَم بناءًا على الظُّروف والخبرات المختلفة في حياتهم.(*)
بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ حكايات فطاني تُعدُّ –من بين الحكايات التَّاريخيَّة المذكورة- أقدَمَها؛ إذ ظلَّت طويلاً في صورتها الشِّفاهيَّة قبل أنْ تدوَّن –فيما بعد- باللُّغة الملايويَّة بالحرف العربيِّ الجاويّ. وعلى الرُّغم من قِدَم هذا النَّص وتزايُد اهتمام المؤرِّخين والأنثروبولوجيِّين الغربيِّين بمنطقة أرخبيل الملايو وثقافتها، فإنَّ أوَّل ظهور لحكايات فطاني على السَّاحة العالميَّة كان متأخرًا -نسبيًّا- على يد المستشرق نيوبولد (Newbold) عام (1838م)، إذ نشر مقالة عن المخطوطات الملايويَّة، واستعرض عددًا منها. وفيها خصَّص فقرةً لحكايات فطاني حيث لخَّصها وقدَّم تعليقات عن مضمونها.( )
ومع ذلك، فإن حكايات فطاني ظلَّت شبه مجهولة في الأوساط العلميَّة، واختفت المخطوطة التي كانت بحوزة نيوبولد بعد وفاته، وفي عام (1966م)، طَفَتْ حكاياتُ فطاني مرَّةً أخرى على السَّطح العلميِّ على يد الباحث د. ك. ياتْ (D. K. Wyatt)، الذي اكتشــف ترجمةً لهــا باللُّغــة السِّياميَّــة تحمل التَّاريخ البوذي 2471 (1928م). لكن التَّرجمة تلك، كانت مختصرة في ستّ عشرة صفحة فحسب، ولا تشمل تاريخ فطاني في صورته الكليَّة.
بعد ذلك بعامٍ، عثَر الباحثُ "أ. تيو" (A. Teeuw) على مستلَّة من المطبوعات الملايويَّة القديمة بمكتبة الكونجرس في واشنطن، ومن بينها نسخة مطبوعة لحكايات فطاني باللُّغة الملايويَّة، ولكن برموز لاتينيَّة، وناسخُها السيد عبد الله عبد القادر، وكان معلِّمًا ومترجمًا للُّغة الملايويَّة للمبشِّرين والباحثين المستشرقين في سنغافورة آنذاك. وحدَّد السيد عبد الله في آخر الكتاب تاريخ النَّسخ بعام (1255هـ/ 1839م)، وأضاف أنَّه نسخَها للسيد نورث (Mr. North)، وكان المذكور ذاك مبشِّرًا أمريكيا نشطًا في سنغافورة وفي الصِّين، درس اللُّغة الملايويَّة على يد عبد الله عبد القادر طابع الكتاب، وجمعتهما علاقةٌ علميَّة حميمةٌ أثمرتْ عن كتاباتٍ وترجماتٍ عدَّة لكتُب ملايويَّة إلى الإنجليزيَّة. ويغلب الظنُّ أن السَّيد عبد الله طبع هذا الكتاب من نسخة ملايويَّة جاويَّة جلبَها من كالنْتان ضمن ما جلب منها من مخطوطات خلال رحلته إلى تلك المنطقة عام (1837م). وسجَّل أحداث تلك الرحلة في سيرته الذَّاتيَّة التي وضعها بإيعاز من السيد نورث.( )
كما عثَر الباحث نفسُه عام (1969م) على نسخة أخرى لحكايات فطاني في المجموعات الوَرَقيَّة التي خلَّفها المستشرق "ح. و. عيمانويل (H. W. Emanuels)، بعد وفاته؛ فآلت إلى معهد الأنثروبولوجيا الاجتماعيَّة بجامعة أكسفورد، وبذلك تجمَّعت بين يديه ثلاث نُسخٍ لحكايات فطاني: نسختان باللُّغة الملايويَّة، وثالثة بالسِّياميَّة. إقرأ المزيد