المقاييس الأسلوبية في الدراسات القرآنية
(0)    
المرتبة: 149,786
تاريخ النشر: 16/10/2009
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:مشروع هذا البحث الموسوم: "المقاييس الأسلوبية في الدراسات القرآنية" محدد بمحاولة استكشاف مدى إمكانية قراءة معاصرة للدراسات القرآنية، والقراءة المعاصرة تعني القراءة المنهجية التي تنطلق من مفاهيم منسجمة ومتضامنة ولها هدف محدد يتسق مع مقدماته وتكافئه الإجراءات التي تتوخى تخقيقه وإنجازه.
أما المنهج فهو منهج التحليل الأسلوبي، الذي يسعى إلى ...الانضباط والضبط، والانضباط بترسمه مستويات التحليل اللساني الصارم، والضبط بأن يخضع موضوعه للأدوات الإجرائية التي توحد شتاته وتنسق عناصره.
وليس هذا السبيل بالمبتدع كلية، فساحات الدرس تعج بهذا التراوح بين التراث والحاضر قراءة وتأويلاً وإعادة صياغة وتنظيم، سواء عند الغربيين الذين أثمرت قراءاتهم لتراثهم بداية من التراث الإغريقي إلى العصور المتأخرة عن بلاغات جديدة وأسلوبيات ولسانيات للنصوص وسيميائيات وأنحاء وتداوليات.
وقد رجع البحث إلى بعضها مسترشداً وخصوصاً إلى "بنية اللغة الشعرية" في لغة انطلاقه ولغة وصوله، وهو قراءة لخصائص البنية الشعرية صوتاً وإيقاعاً ومعجماً ودلالة وتركيباً، وإلى بلاغة جماعة مو وهي بلاغة تنبني على التشاكلات والتوازنات المتحققة بالمسموع والمفهوم كما يقول القرطاجني، وإلى بلاغة الصور كما هي عند مولينو وتامين وهي قراءة حافظت على الموروث وأكدت صلاحية إجراءاته لقراءة الإبداع.
وفي ساحة الدراسات العربية تتنامى الجهود القرائية التي تحاول هي الأخرى إنجاز الجس المعرفي الضروري بين الماضي والحاضر، في سنة بدأت قديماً مع ابن المعتز في "البديع" وقدامة في "نقد الشعر" وابن وهب في "نقد النثر" أو على الأصح "البرهان في وجوه البيان" وأي هلال العسكري في "الصناعتين" والخطيب في "التلخيص" الذي لخص فيه القسم الثالث من "مفتاح العلوم" للسكاكي والخاص بالبلاغة، وأبي حمزة العلوي في "الطراز" وحديثاً أمين الخولي وشوقي ضيف.
أما حاضرا فلا مناص من ذكر حمادي صمود في "التفكير البلاغي عند العرب"، ومحمد العمري في "البلاغة العربية الأصول والامتدادات" وجمال الدين بن الشيخ ونور الدين السد في "الشعرية العربية"، والأخضر جمعي في "قضية اللفظ والمعنى عند العرب"، وعبد الحكيم راضي و"نظرية اللغة في النقد العربي"، فالحركة إذا زاخرة بالجهود الحثيثة في القراءة ومحاولة التنظير.
وبعد هذه الدراسات التأسيسية التي تتغيا استكشاف المبادئ والأصول والكليات تأتي حتماً الدراسات التفصيلية التي تنكب على الجزئيات فتقرؤها في منظرو تشاكلي يجمع اللفق إلى لفيقه والرفيق إلى شقيقه.
في هذا الموضع يضع هذا البحث جهده بكل ما تعنيه القراءة من ابتداء وانفتاح وتحول وظرفية، والخصوصية التي يزعم الاتصاف بها هو رجوع بالأدوات التحليلية إلى مدونتها الأصلية، لأن الأسلوبية تحليل وصفي والمقاييس المتولدة شهدت النور في رحم النص، ولهذا فالمقياس المتولد حي وحيوي لأن الوصف الأسلوبي عاد إلى التقاطه في مظانه وليس إلى الملخصات التي قيدته ضمن منظوماتها ففقد الكثير من امتداداته الفنية وحيويته في مقاربة النفس الأدبي.
ولذلك حاول البحث أن يلزم المدونة المطلوبة وهي الدراسات القرآنية التي تتحدد أساساً بدراسات إعجاز القرآن الكريم لأنها الدراسات التي اتجهت أساساً إلى ضبط خصائص الأسلوب المتميز للنص القرآني، ولكنه تحديد فيه ثغرات وعدول بالنظر إلى الظرف المعرفي المحايث حيث تتداخل في أإلب الأحيان الاختصاصات، وتتعدد الاستطرادات التي تتمازج وتتداخل بين العلوم، فوجد البخث ألا مناص من الاستعانة بمؤلفات ليست من صميم الدرس القرآني ولكنها ذات أثر بليغ في الكثير من مقولاته ومنطلقاته وإجراءاته، كما أبعد أخرى مثل كتب التفسير مع أنها حافلة بالتخريجات الأسلوبية لأن العدد فيها هائل والخلفيات الكلامية والعلمية الاختصاصية متنوعة فلم يكن بد من الاقتصار على ما تقدم سعياً إلى ضبط الموضوع بضبط المدونة.
هذه المحاذير جعلت البحث يتحرك ضمن عمل وصفي تحليلي تجميعي وفق المنظور الأسلوبي، بكل ما يستدعيه فعل الجمع من حذر.
كما جعل البحث إطاراً لجمع هذه المقاييس تمثل في المستويات التحليلية للأسلوب من صوت ووحدات إفرادية وتركيب ودلالة وأضاف المستوى التداولي اجتهاداً في تعضيد المنهج الأسلوبي ببعد حاسم في تكوين الأسلوب، كما رأى ذلك هنريش بليث في "البلاغة" والأسلوبي" وكما هو واقع الدرس التراثي ذاته الذي يصادر إما على المتكلم أو على المتلقي في الأعم الأغلب.
وقد أفرد البحث فصلاً لكل مستوى ليكون فضاء للمقاييس المستقاة بكل ملابساتها المحتملة، ملابسات تمنع التعسف في تخرجيها على وجه دون آخر مما أجبر الباحث على التعامل معها في استقلاليتها النسبية وجمعها في رفق إلى ما يشكلها مفهوماً أو عملاً، مع إيرادها مرتبة زمنية وفق إيراد أسماء الأعلام الدارسين الذين ذكروا أيضاً وفق التسلسل التاريخي.نبذة الناشر:...لقد أضاءت هذه الدراسة موضوعها بأن رسمت حدوده، فكانت المقاييس الأسلوبية المحصاة من عدد هائل من أمهات الدراسات الإعجازية، كما أبانت منهجها بأن اتجهت إلى الاستقراء ثم استخلاص العلاقات الجامعة وفق منظور معاصر جعل لقراءة الأسلوب بناء متماسك الطبقات، وانتهت أخيراً إلى بيان آفاقها بأن جعلت من البعد التداولي الذي لم يشبعه دارسو الأسلوبية بحثاً أحد أهم أبواب التوسع المنهجي، فكان للدرس الإعجازي مدفوعاً بالطابع الحي للخطاب القرآني أن عالج هذا البعد وأرسى بعض معالمه التي تنسجم مع أحدث الآراء في نظريات التداول اليوم لسانية وبلاغية ومنطقية... إقرأ المزيد