خير الزاد في تاريخ مساجد وجوامع بغداد
(0)    
المرتبة: 303,120
تاريخ النشر: 31/12/2006
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:كان الإهتمام بتاريخ معالم بغداد في أواخر عصر الدولة العثمانية في العراق، وبداية عهد الدولة العراقية يمثل نوعاً من الوعي بتاريخ هذه المدينة وأهميتها في عصر بدأ ينذر بزوال تلك المعالم، أو تغير ملامحها، ثم لكونها عاصمة الدولة العراقية الناهضة، ورمزاً لماضي الأمة، وقد عبر هذا الوعي عن نفسه ...بقيام نفر من الكتاب، لا سيما المؤرخين منهم، بكتابة مؤلفات تؤرخ لمعالم بغداد، بوصفها ملامح وجه هذه المدينة التي طالما أحبوها وتغنوا بتراثها، فكتبوا في مساجدها ومدارسها ومشاهدها، بل منهم من مضى فأرخ لمنشآتها العامة، من الخانات والأسواق والقصور والمقابر، ومنهم من بحث في مواقعها القديمة، ومعظمهم عني بتسجيل ما كتب عليها من كتابات تذكارية تؤرخ لتأسيسها، أو ما أصابها من تعمير أو ترميم ومن ثوى عندها من أعلام. من هؤلاء العالم الأديب البغدادي محمود شكري الآلوسي المتوفي سنة 1924 الذي ألف كتاباً كبيراً عن بغداد وأعمالها ومناطق أخرى. ليغرد من ثم كتاباً في مساجد بغداد في عصره وأثار تأليف الآلوسي كتابه عن مساجد بغداد وآثارها إهتمام العلامة الأب أنستاس ماري الكرمللي المتوفي سنة 1947 الذي قام بتشجيع محمد الناصري التكريتي على إكمال ما فات الآلوسي أن يذكره، فكتب رسالة بعنوان ( تكملة مساجد بغداد ). بالإضافة إلى ذلك كتب الشيخ محمد صالح السهروردي ( المتوفي سنة 1957 ) الذي كان يدرس في بعض مساجد بغداد، سماها بغية الواجد في الجوامع والمساجد وهي على صغرها تناولت عدداً من مساجد بغداد ومدارسها في عصره، وضمنها معلومات ووملاحظات جديدة لم يلتفت إليها من سبعة من المؤلفين، فحدد مواقعها، وحاول التوصل إلى هدية منشئيها من خلال ما قرأه عليها من نصوص، وتناول تاريخ ما جرى عليها من تعميرات بالأسلوب نفسه. وكان مؤلف هذا الكتاب الدكتور عماد عبد السلام رؤوف قد وقف على مخطوطة مهمة كتبها محمد سعيد الرواي بعد الحرب العالمية تتناول مساجد بغداد القديمة، ولما عمد إلى مقابلة الكتاب على تلك المؤلفات الآنفة الذكر، وجد تميزها عنها بمزايا جديدة. من هنا تأتي أهمية هذه المخطوطة ( تاريخ جوامع بغداد ومساجدها )، وجدة الكثير من معلوماتها، وما تتضمنه من آراء خططية، لذا تم الإعتناء بها من خلال العمل على تحقيقها. وكان أن إتبع المحقق الخطوات الآتية: الإبقاء على لفظ المؤلف دون تغيير، ملء المساحات البيضاء التي كان قد تركها المؤلف بألفاظ تتوافق وسياق الكلام أو سياق المعلومات وإثبات ذلك في الهوامش. التعريف بالأفلام الواردة في المخطوطات كما وأعلام المواقع التاريخية والجغرافية، إثبات التواريخ الميلادية الموافقة للتواريخ الهجرية، مقابلة المعلومات التاريخية لا سيما ذات الطبيعة الآثارية التي أوردها المؤلف، بما أورده المؤلفون الآخرون في موضوعه والتنبيه إلى أوجه الإختلاف، أصالة القارئ إلى المصادر والدراسات الأخرى التي تناولت المساجد في هذا البحث، متابعة إجتهادات المؤلف وإستنتاجاته وآراءه الخطية في تعيين هذا الموقع أو ذلك وتمت مناقشتها بحسب معطيات علم الخطط البغدادية، وتوثيق تلك املعطيات بالنصوص التاريخية والشواهد الأثرية وإجمال ذلك كله في تعليقات مناسبة. متابعة أكثر ما تكلم عليه المؤلف في المساجد في وضعها الراهن وإثبات ما أصابها من تغيير بعده، وضع عنواناً للكتاب. تقسيم الكتاب إلى فصلين مستقلين، الأول في مساجد الجانب الشرقي، والآخر في مساجد الجانب الغربي. وأخيراً وإكمالاً للفائدة وإدراكاً لأهمية الصورة بوصفها وثيقة تاريخية بحد ذاتها، قام المحقق بإلحاق الكتاب بصور فوتوغرافية مما إلتقط من صور للمساجد التي تحدث عنها المؤلف، أو إجتمعت لديه من مصادر مختلفة. إقرأ المزيد