عبد القادر الجيلاني أديباً
(0)    
المرتبة: 301,482
تاريخ النشر: 31/12/2008
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:هو الشيخ العالم عبد القادر الجيلاني محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح موسى الجيلي الحنبلي، أما لقبه الجيلاني أو الجيلي فهو انتساب إلى إقليم أو منطقة جيلان في شمال إيران تلك المنطقة التي ولد فيها حيث نشأ وترعرع هناك، ولد الشيخ الجليل سنة سبعين وأربعمائة، أما ...مكان ولادته فقد كانت في منطقة (بشتير) في إقليم جيلان، ومن هنا جاءت نسبته إلى جيلان.
أما عن نشأته، فقد نشأ الشيخ في جيلان يتيماً في كنف جده لأمه -عبد الله الصومعي الزاهد، وكان يكنى بجيلان بسبط عبد الله الصومعي وكانت أمه من أهل الخير والصلاح. وظل عبد القادر في رعاية عائلة جده وأمه وتربى على العفة والإيمان، وحصل على دراسته الأولية في الكتاتيب إذ حفظ القرآن الكريم إلى أن بلغ الثامنة عشرة من عمره فأراد أن يتم تعليمه في بغداد على أيدي علمائها وشيوخها فاستأذن أمه في السفر فأذنت له.
أما عن صفاته الخلقية فهو (ربع القامة، نحيف البدن، عريض الصدر، طويل اللحية عريضها، أسمر اللون، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، ذو صوت جهوري وسمت بهي).
وتذكر الروايات أنه كان كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة وأن سكوته أكثر من كلامه، ولقد كان يتمتع بفراسة صادقة، نابعة من النوع الإيمان ومن أخلاقه أنه كان يقف مع الصغير والجارية ويجالس الفقراء ولا يقوم قط لحاكم أو أحد أعيان الدولة ولم يقف بباب سلطان، أو وزير، وكان إذا جاء أحدهم يدخل داره ثم يخرج حتى لا يضطر للقيام لهم، وكانوا يستأذنونه بالمجيء إليه فيحكى (أن الخليفة أراد الاجتماع به بعد صلاة العشاء، فلم يؤذن له، لأن الشيخ كان قد دخل إلى الخلوة، ومتى دخلها لا يخرج منها لأجل أحد).
واتفقت الألسنة وشهادات المعاصرين له على حسن خلقه وعلو همته وتواضعه لله تعالى وإيثاره للغير.
أما دور الشيخ عبد القادر فكان دوراً فعالاً في مجتمعه فقد كان صوته يدوي في حضرة السلطان أو الخليفة لما يتمتع به من علوم وثبات إيمان وعقيدة ولا يخاف في قول الحق لومة لائم وكان الحكام يحترمونه لهيبته، ويحكى أنه وقف على المنبر فقال يوجه الخليفة المقتفي لأمر الله (وليت على المسلمين أظلم الظالمين ما جوابك عند رب العالمين أرحم الراحمين؟) ويعني بأظلم الظالمين أبي الوفاء يحيى بن سعيد، فارتعد الخليفة، وبكى وعزل القاضي على الفور.
فكان هذا النقد وشاكلته للأمراء والسلاطين نقداً لاذعاً يصدع بالحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. لقد عرف عصره بتركيبه اجتماعية تضم مختلف القوميات والمذاهب ومن خلال هذه التركيبة برز الشيخ داهية ومفكراً ومربياً لجيل شهد الصراع والفتن.
وفي هذا الكتاب دراسة سعت لتناقش سيرة هذا الشيخ الأدبية حيث توزع فيها على تمهيد وبابين. إقرأ المزيد