قرة العيون في الوجود والماهية
(0)    
المرتبة: 75,896
تاريخ النشر: 01/09/2009
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب "قرة العيون في الوجود والماهية" هو عبارة عن تحقيق ودراسة لمخطوطة فريدة كتبت بيد الفيلوسف الإسلامي الحديث "محمد مهدي بن أبي ذر النراقي" فعمل د."حسن مجيد العبيدي" على دراستها ووضعها بطريقة منهجية وعلمية وفلسفية بالغة الأمانة، يهدف من خلالها إلى تكوين صورة عن فلسفة النراقي الذي يعد ...امتداداً للمدرسة الفلسفية التي تقر بأصالة الوجود مقابل الماهية، وهي عنوان لمدرسة الملا صدر الدين الشيرازي الفلسفية السنوية وتعميقا لها، فضلاً عن انحياز النراقي إلى جانب الأصوليين النقديين في الفكر العقيدي الشيعي والأصولي في مقابل الإخباريين النقليين. ما انعكس في فلسفته فمثلاً في كتاب قرة العيون في الوجود والماهية هذا، قدم تحليلاً وتفصيلاً عقلياً وفلسفياً عميقاً لمسألة الوجود والماهية متأثرة بعلماء الكلام والمتصوفة والفلاسفة أمثال أرسطو وأفلاطون والفارابي وابن سينا والغزالي والسهروردي والطوسي والشيرازي، كذلك تأثر بابن عربي وخصص له مبحثاً طويلاً في هذا الكتاب، مع عرض لآراء الفلاسفة المناهضين لابن عربي فضلاً عن نقده هو. كذلك يشير إلى المتكلمين من المعتزلة أمثال القاضي عبد الجبار وأشاعرة من أمثال الأشعري (أبو الحسن) الخ.
أما إذ أردنا أن نتعرف على رأيه في مسالة الوجود يصرح النراقي "مفهوم الوجود أي ما يخطر بالذهن في أول الأمر، أمر اعتباري يعبر عنه بالفارسية بـ(هست) ومرادفاته، وهو الوجود المطلق، وهو مشترك معنوي بين جميع الأشياء" وليس وجوداً خارجياً، بل له أمفراد حقيقية موجودة في الخارج. وهو مقول عليها بالتشكيك، وهي أمور بسيطة مختلفة الحقائق"، ثم يقول في موقع آخر أن الأصل في التحقق الخارجي للأشياء، هو الوجود "الفردي" دون الماهية، ويستمر النراقي بتوضيح فلسفته في الوجود من خلال الإشارة إلى موضوع الجعل (الإيجاد) فالجعل عنده هو الوجود لا الماهية، وأن تقدم الماهية على الوجود عبارة عن صحة ملاحظة العقل مع قطع النظر عن الوجود الخارجي والذهني.
ثم يرد في كتابه هذا على فن يعترض فلسفته في الوجود، بأنه ينظر إلى وجود الأشياء كونها وجودات ممكنة معلولة للوجود الواجب (لله) وليس المعلول بالذات هو أفراد الوجودات التي هي حقائق متحققة في الخارج كما ورد هذا في الفصل السابع من هذا الكتاب، والذي يرمي إلى الرد على المتكلمين والصوفية، فنراه يشير دوماً إلى أن لفظة الوجود واضحة ولا يشك بها أحد لبداهتها، لينطلق من ذلك المعنى إلى الحديث عن ذات "الواجب تعالى" فيقول: "إن تصوره ومعرفة كنهه ما احتارت به العقول والأذهان من الفلاسفة والعرفاء والمتصوفة وعلماء الكلام، فما بالك بالعوام!!".
تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يحتوي على أربعة عشر مبحثاً في فلسفة "النراقي"، بما له من دور وثقل فلسفي عميق بين الدارسين والمتخصصين، فالجديد الذي نستخلصه من هذا الكتاب أن "النراقي" قدم لنا فلسفة إسلامية حديثة لما بعد مرحلة ابن رشد وابن خلدون والملا صدر الدين الشيرازي، أي أنه بنى منظومة فلسفية معرفية ومنطقية وميتافيزيقية هامة حول فلسفة الوجود والماهية، لذلك فلا بد من قراءته للكشف عن دوره الفكري بين معاصريه وما بعدهم من الذين اطلعوا على فلسفته وفكره، وهذا ما سنجده في هذه الدراسة القيمة والفريدة التي هي موضوع كتابنا هذا الجدير بالإطلاع والقراءة. إقرأ المزيد