جدلية الحرية والعبودية ؛ دراسة قرآنية في الدلالات والأبعاد
(0)    
المرتبة: 75,526
تاريخ النشر: 23/04/2009
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:يقدّم المؤلف في هذا الكتاب دراسة قيّمة وهامة لمفهوم الحريّة، انطلاقاً من ما ورد في آيات القرآن الكريم. وإن كانت عبارة {لا إكراه في الدين}، التي جاءت في سورة البقرة، تكفي وتؤكد "أن الحرية والدين أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر"، "إلا أن الإشكالية الأبرز تظهر عندما ندخل ...في تشريح مفهوم الحرية، وفي جدلية الربط بينها وبين العبودية لله..".
"إن ما أسعى إليه في هذا الكتاب هو تقديم إدراك علمي وفهم معمّق لهذه الظاهرة، أو الحديث من خلال التحليل والتوضيح العلميين"، بهذا يحدد المؤلف غايته من هذا البحث، ولقد نجح في مسعاه.
يقسم مضمون الكتاب إلى ثلاثة عشر فصلا، تبدأ بالتنقيب عن مفهوم الحرية وحقيقتها عبر التاريخ، فيعود المؤلف إلى القرن الثامن عشر وإلى "مونتسكيو وأتباعه وأقرانه"، الذين لم يروا أن الحرية "هي ما يجب على المشرّع أن يراعيه -وإنما أسوأ من ذلك- يعدّ واضع القانون مبتكر الحرية السياسية".
لذا فحين تبدأ "العوامل المفسدة والمخلة" بالظهور داخل المجتمع، يضطر البشر إلى مواجهتها بطرق مختلفة، تكون ذروتها في "الثورات الشاملة التي تحدث تغييراً جذرياً في المحيط الاجتماعي، وتقضي قضاء مبرما "على هذه العناصر. ولكل ثورة محركها الخاص أو "العمل المفتاح" الذي يعتبر المؤلف أن الأقواه تأثيراً "في المحيط الاجتماعي والدولي يتمثل في الرسالات السماوية والثورات التوحيدية".
يبحث الكاتب أيضاً في فحوى هذه العوامل المفسدة، ومنها: اللصوص، المستعمرون، المستبدون، الخونة في بيت المال، الراشون، ثم تلك المخلّة بالإرتقاء المعنوي، كالمترفون والمستكبرون والكهّان والمشركون. يهتم بالحديث عن أهمية الإرادة و"ملكة الاستقلالية"، وعن حدود إمكانيات البشر، ليبدأ بعدها شرحه المسهب في مفهوم الحرية في المحيط الطبيعي، والدولي بما يعني الاستقلال، والداخلي بما يعني التحرر من الهوى والغرائز والأهواء وأسر الباطل، ثم الحرية في المحيط الاجتماعي ومجالاته من التربية إلى الثقافة والاقتصاد والسياسة، وينتهي بمفهوم الثورة بما تعنيه من تغييرات اجتماعية وتحولات، وصولاً إلى تعداد انجازات الثورة الإيرانية.
كتاب جدليّ بامتياز، لما يحتويه من دراسة قرآنية ونظرة تأويلية فلسفية واستنباط للدلالات والأبعاد في مفهوم الحرية، الذي هو أكثر المفاهيم الإنسانية شمولية وتنوعاً والتباساً، وأكثرها استعمالاً واستغلالاً.نبذة المؤلف:وصف مونتسكيو الحرية بقوله: "لم تستحوذ أية لفظة من الألفاظ على عقول البشر وأذهانهم، كما استحوذت لفظة الحرية، وما من لفظة استخدمت مثلها بمعان عديدة. والحرية تعني لبعض الناس أن لديهم الخيار في خلع من كانوا قد مخضوه ثقتهم، ومنحوه الصلاحيات بمجرد أن يسيء استخدام السلطة ويتحول إلى حاكم ظالم، وهي بالنسبة لآخرين قدرتهم على اختيار من عليهم إطاعته بأنفسهم. ويرى فريق ثالث أن الحرية تعني الحق في التسلح واستخدام القوة قولاً وفعلاً.. إلا أنه على الرغم من رفعة مقامه العلمي عجز عن تحديد ما يجب أن يطلبه الأفراد وما يجب أن يفعلوه، ولذا لم يتمكن من تقديم الدليل -مستنداً إلى حقيقة سمو الإنسان وانحطاطه- لإبطال الدعاوى التي نقلها حول مفهوم الحرية. علماً أن هذا الأمر الأخير هو الأهم في تعريف الحرية وتحديد دلالاتها... وإن ما أسعى إليه في هذا الكتاب هو تقديم إدراك علمي وفهم معمق لهذه الظاهرة... وذلك من خلال الالتفات إلى أبعاد ثلاثة متلازمة في بناء الإنسان وكيانه: أحدهما قوة العضلات التي يستفاد منها في إشباع غريزة حب البقاء، والأخر العقل الذي يوظف في الارتقاء المعنوي، مضافاً إلى المحرك الفطري الذي هو الميل إلى الحق المشار إليه في القرآن بالحنيفية: "فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها". إقرأ المزيد