محاضرات في علم تخريج الأحاديث ونقده - تأصبلا وتطبيقا
(0)    
المرتبة: 124,411
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار الفرقان للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:كتب رسائل كثيرة في كل علم من علوم الحديث النبوي، ولا يزال كتاب (معرفة علوم الحديث) لابن الصلاح، أو (تدريب الراوي) للسيوطي... مثلاً... يتصدران قائمة المقررات الدراسية في الجامعات، والدراسات العليا.
وهنا كان للمؤلف رؤية نقدية في هذا الباب، إذ هو يدعو إلى إعادة النظر في كل موضوع من الموضوعات ...التي طرقت فيهما، في ضوء نتائج الدراسات العلمية من جهة، وإعادة صياغة (المصطلح) وفق منهجية معاصرة من جهة أخرى.
وهو يضرب مثالاً لمزيد من توضيح رؤيته ومقصده، فالحافظ أبو عمرو ابن الصلاح جعل أنواع علوم الحديث خمسة وستين نوعاً، فجعل الصحيح نوعاً، والحسن نوعاً، والضعيف نوعاً، ثم جعل المعلق نوعاً والمنقطع نوعاً، والمفصل نوعاً، والمرسل نوعاً، والمدلّس نوعاً، والمرسل الخفيّ نوعاً آخر.
ويذكر المؤلف أن هذه كلها بالإمكان تسميتها (أضرب الإنقطاع في سند الحديث) وتكون هذه الأنواع كلما داخلة في إطاره، وتدرس دراسة موضوعيه متكاملة تمكن الدارس من فهمها وإستيعابها، ناهيك عن وجود التناقض والتعارض الظاهر، عند دراستها موزعة متفرقة، مضيفاً بأن من العلوم أن الحافظ ابن الصلاح، قد لخّص كتابه هذا من كتب سبقته، ثم جاء بعده الحافظ النووي، وابن دقيق العيد، والعراقيُّ، والذهبيُّ، والعلائيُّ، والزركشيُّ، وابن الملقن؛ وابن جماعة، وابن حجر، والسخاوي وغيرهم. فقاموا بدراسة كتابه، وفقده، وتكميله، متسائلاً بأنه أن الأوان أن تجمع فوائد هذه الكتب جميعها في كتاب واحد مرتب موضوعياً، ثم يصاغ من ورائه معجم مصطلحات الحديث النبوي محرراً في مجلد واحد وجيز.
مشيراً، ومن ناحية أخرى، بأن العلوم الأساسية التي يجب أن تكون محور أعمال المشتغلين في الحديث الشريف هي خمسة: مصطلحات الحديث الشريف، وعلوم الرجال بجميع فروعها، ومها الجرح والتعديل، وعلم علل الحديث، وعلم تخريج الحديث، وعلم نقد الحديث، فإذا نضجت هذه الدراسات، عُرضت عليها الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم لتمييزها.
وعلوم أجناس الرواة في كتاب مثل كتاب ابن الصلاح تشمل ثمانيةً وعشرين علماً (نوعاً) من علوم الحديث: الأول منها هو النوع التاسع والثلاثون: "معرفة الصحابة رضي الله عنهم"، وآخرها عنده النوع الخامس والستون "معرفة أوطان الرواة وبلدانهم"، إضافة إلى النوع الثالث والعشرين: "صفة من تقبل روايته ومن ترد، وما يتعلق بذلك من جرح وتوثيق وتعديل".
ومما لا ريب فيه أن هذا التقسيم تعليمي، لأن جميع هذه الأنواع تتكامل، ولا ينفصل بعضها عن بعض، في عملية تقويم الحديث.
ضمن هذا الإطار يأتي هذا الكتاب الذي تضمن جانباً نظرياً وآخر تطبيقياً بالإضافة إلى مبحث تمهيدي تضمن عرضاً لجهود السابقين في علم التخريج أما الجانب النظري أو الباب الأول فقد تضمن الجانب النظري في الترجمة والتخريج والنقد، وأما الجانب التطبيقي فقد جاء بمثابة الباب الثاني في هذه الدراسة والذي جاء تحت عنوان الجانب التطبيقي في الترجمة والتخريج والنقد.
وقد حرص المؤلف في هذا الجانب على إبراز ما تم ذكره آنفاً، ولفت نظر الدارس إليه في جميع الأمثلة التي وقع إختيار المؤلف عليها للتطبيق، وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي الطبعة الثالثة من هذا الكتاب الذي قد صدر في طبعته الأولى عام 2000 عن دار الفرقان، وصدرت الطبعة الثانية عام 2003 صور عن سابقتها، أما الطبعة الثالثة فقد أجرى المؤلف الكثير من التعديلات والإضافات والضبط مما يزيد من أهمية مادته.
إلا أن المؤلف يشير بأنه وقياماً بتطبيق منهج الشورى الذي ألزم به نفسه منذ ربع قرن، فقد كان له رجاء من المتخصصين في هذا المجال بإعطائه ملاحظاتهم بعد قراءة الكتاب بشطريه: الجانب النظري، والجانب التطبيقي عسى أن يصل الكتاب إلى مبتغاه في تقديم النفع للجميع في هذا العلم. إقرأ المزيد