تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار ومكتبة الهلال
نبذة نيل وفرات:الهجرة قديمة قدم الإنسان على الأرض، فمنذ وَطِئت قدماه ثراها، وهو ينتقّل من مكانٍ إلى آخر بحثاً عن الما والطعام والكلأ، أو طلباً للأمن والطمأنينة، أو إباءً للضيم والظلم والهوان.
وقد اضطرّت إلى الهجرة على مرّ التاريخ شعوب وقبائل وأفراد، وإستساغها الأنبياء في بعض مراحل دعوتهم، حيث أمر النبي محمد ...صلى الله عليه وسلم بعض المسلمين الأوائل بالهجرة إلى الحبشة صيانةً لهم من سطوة المشركين وبطشهم، ثم هاجر بنفسه من مكة إلى المدينة، لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى، كان من أهدافها: الحرية في نشر الدعوة، وتنظيم المسلمين، وإقامة الدولة.
وقد تفاوتت مواقف الأدباء والشعراء العرب من الهجرة والرحيل عن الأوطان، فمنهم من وجد فيها منجاة من أذى، وأنفةً من ذلّ وهوان، ومن الشعراء من لم تطب له الغربة، ولم يخض غمارها، لأنه رآها تحطُّ من قدر الإنسان وتُفسد عليه رأيه، فلا يميّزُ في غربته بين عدوٍّ وصديق...
وليس الهدف من هذا الكتاب التوقف طويلاً مع هجرة الأدباء، وبواعثها وأهدافها ومراحلها، ولا التناول بالدرس والتحليل مناحي الأدب المهجري وخصائصه الفنية ورسالته المتعددة الوظائف والإتجاهات، فقد كُتب في ذلك الكثير، ولكن هدف المؤلف أن يضع بين يدي القارئ مرجعاً خاصاً بالشعراء المهجريين، سلط فيه الضوء بشكلٍ موجز على حياة كلّ شاعر، وفنونه وأغراضه، مع مختارات من شعره، ما يكفّي القارئ مؤونة العودة إلى عشرات الكتب والدواوين.
ويقوم عمل في هذا الكتاب وفقاً للخطة الآتية: تقسيم الكتاب إلى بابين رئيسين: الباب الأول: شعراء المهجر الشمالي، الباب الثاني: شعراء المهجر الجنوبي، تم تقسيم الباب الأول إلى فصلين: الفصل الأول: شعراء الرابطة القلمية، الفصل الثاني: شعراء مستقلون.
في الفصل الأول، عرف المؤلف بالرابطة القلمية التي انضوى تحت لوائها عدد من كبار شعراء المهجر الشمالي (أبو ماضي، جبران، نعيمة، عريضة، أيوب،...) ثم توقف مع كل شاعر على حِدة، فألمح إلى سيرته، وفنونه، وأغراضه، ومنزلته، مع مختارات مما تيسّر من شعره؛ وفي الفصل الثاني: توقف مع شعراء شماليين مستقلين، لم ينضموا إلى الرابطة القلمية لأسباب فكرية أو شخصية، لكنهم كانوا كزملائهم محلّقين في فضاءات الفكر والإبداع.
كما تم تقسم الباب الثاني إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول: شعراء البرازيل، الفصل الثاني: شعراء الأرجنتين، الفصل الثالث: شعراء الجمهوريات الجنوبية الأخرى؛ في الفصل الأول: وهو ثلاثة أقسام: شعراء العصبة الأندلسية، وشعراء جامعة القلم، والشعراء المستقلون، عرّفنا بالعصبة الأندلسية ونشأتها وأهدافها، والشعراء المنضمين إليها، كالشاعر القروي، وإلياس فرحات، وميشال المعلوف وشكر الله الجرّ، ثم عرّجنا على شعراء جامعة القلم، والشعراء المستقلين، وفقاً للطريقة المتبعة مع شعراء المهجر الشمالي في الباب الأول.
وفي الفصل الثاني: توقف المؤلف مع الرابطة الأدبية، وشعرائها الكبار، كجورج صيدح، وزكي...، وجورج عساف وغيرهم... وخصص الفصل الثالث لشعراء الجمهوريات الجنوبية الأخرى، وهم قلّة بالقياس إلى شعراء البرازيل والأرجنتين، ولم يعثر على شيءٍ من آثارهم. إقرأ المزيد