تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: الشرق العربي ناشرون
نبذة نيل وفرات:هذه المجموعة المختارة من أغاني "عبد الحليم حافظ" تقدّمها اليوم دار المشرق العربي مع تدوينها بالنوتة الموسيقية إلى عشاق فن "العندليب الأسمر"، والمجموعة جزء من أجزاء ديوانه الغنائي الكبير الذي شدا بصوته العذب خلال ربع قرن ألحانه الحلوة، قبل أن يرحل عن دنياه إلى بارئه، بعد حياة مليئة بالشهرة ...والمجد الفني، حياة قصيرة لم تصل إلى حدود الخمسين (1930- 1977) ولكن صاحبها ترك في الوسط الفني في العالم العربي كلَّه دويّاً كبيراً، وخلّف بعد موته فراغاً ملحوظاً في دنيا المطربين والمغنين العرب الموهوبين.
كان للمرحوم الفنان "عبد الحليم حافظ" أسلوب خاص في تأدية الغناء، فهو بالإضافة إلى الموهبة الصوتية الرائعة حلاوة وعذوبةً وصفاء ودفءاً كان يمتلك طريقة في الأداء والتعبير، طريقة شخصيته تتفجّر عاطفة وإحساساً عميقاً وذوقاً مرهفاً، وقد مكنته درايته في الموسيقى - وهو الذي درس فنها في معهدها وحصل على الدبلوم فيها - من التفنن الواعي في تأدية ألحان أغانيه، إلى إخلاصه في التعبيرا عن مضامين تلك الأغاني، ببراعة نادرة، حتى أصبح "عبد الحليم" بأدائه مدرسة غنائية متميّزة يحاول عدد من المطربين المعاصرين أن يقلّدوه فيها.
وقد تركت تلك المدرسة بصمتها الواضحة في تاريخ الغناء والموسيقى العربية المعاصرة: فما أكثر الأغنيات العربية اليوم التي تحاول أن تنهج نهج "عبد الحليم" وتستعير طريقته في الأداء والتأثير في الجماهير، غير أن "العندليب الأسمر" كان فناناً حقيقياً كبيراً يعرف كيف يختار كلمات أغانيه منذ البداية، ويعرف كيف يؤدي ألحانها الملائمة لموضوع كلماتها تأدية تكاد تكون معجزة بدقتها وبراعتها في التعبير عن التزواج بين الموضوع والموسيقى والغناء: كلمة ولحناً وأداء.
سيظل "عبد الحليم حافظ" لحناً متفرّداً يسحر بفنّه الأصيل آذان الجماهير العربية، وهنا تبرز القيمة الكبرى لما خلّف من تراث للأجيال العربية من بعده ولهذا كان حرص دار الشرق العربي على جمع ذلك التراث وحفظه وتقديمه في ديوان جامع يُتيح لكل من يقرؤه ويتغنّى به أمتع الأوقات وأحلاها، أدباً وعزفاً وغناء. إقرأ المزيد