اشكالية التناص ؛ مسرحيات سعد الله ونوس نموذجاً
(0)    
المرتبة: 45,450
تاريخ النشر: 02/02/2017
الناشر: دار الكندي للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:لقد كان لنشوء نظرية التناص في الغرب أثر كبير على تحولات دراسة النصوص الإبداعية، وقد أدرك حينها النقاد أن النص لا يمكن أن يتكئ على نفسه بل لا بد له من تداخلات تضيق أو تتسع حسب قدرة الكاتب أو ميوله أو اجتهاداته ولم يعد الحكم على النص نجاحاً أو ...فشلاً بجانب واحد من مكوناته. بل لا بد من تعاون كافة البنى الداخلية والخارجية لإنجاح النص، وقد كان لهذه النظرية دوراً فاعلاً في توجيه النقاد إلى قيمة النص الخارجية أولاً والداخلية ثانياً.
أما قدرة هذه النظرية على الصمود فقد عاشت وترعرعت في أذهان النقاد إلى درجة أنها باتت قدراً يجب أن يتعامل معه الناقد ولا يستطيع نسيانه أو التخلي عنه، فالتناص له القدرة على كشف مكنوزات النصوص وإحالتها إلى مرجعياتها التي يعيها المبدع حيناً وقد لا يعيها أحياناً أخرى ويأتي دور الناقد لتوضيح وتوجيه المتلقي إلى هذه الجوانب.
وقد تناول الدارس هذه النظرية على مستويين: الأول: المستوى التنظيري: الذي حاول من خلاله الوقوف على ماهية هذه النظرية وتطورها في العقلية النقدية الغربية بدءاً من جوليا كويسيتيفا وانتهاء بكافة الأقلام النقدية التي أخذت هذه النظرية وتعاملت معها. وقد رصد الدارس كل التشعبات التي طرأت على مقولات كريسيتيفا والإضافات التي حاولت أن توضيحها حيناً أو تعدلها حيناً آخر.
الثاني: المستوى التطبيقي: والذي ركز فيه الكاتب على التطبيق الغربي على النصوص الإبداعية من جهة، والتطبيقات التي حاولها النقاد العرب على النصوص الإبداعية حيث وقف هؤلاء على هذه النصوص من خلا ل تطبيق هذه النظرية، ولا مجال هنا إلى إعطاء الحكم على هؤلاء النقاد إذ كانت هذه النظرية وما زالت في أطوارها الأولى، بالإضافة إلى حالة اللبس التي كانت ترافق هذه النظرية، إما بسبب تشويهات النقاد لمفهومها، أو بسبب عدم دقة التوجهات لهذه النظرية الأمر الذي لا يعطي مدلولاً دقيقاً عند نقل الفكرة من لغة إلى لغة.
من هنا فقد استفاد الدارس من هذه التجارب عند تناوله أو تطبيقه هذه النظرية على نصوص سعد الله ونوس المسرحية، فمسرحياته ملفتة إلى الانتباع من حيث كثرة التناصات في مسرحياته، إذ لا تخلو مسرحية واحدة من التناص مع جانب من جوانب الحياة، سواء كانت الاجتماعية أو السياسية أو الفكرية أو التراثية أو الإسطورية... الخ.
وهذا ما شجع الدارس إلى اتخاذ هذه النصوص المسرحية محطة ينشيء عليها دراسته، فونوس استفاد من التجارب الغربية والعربية وفعل ذكاءه في استمالة القارئ والمتفرج بنفس القوة والحافزية. إقرأ المزيد