الفكر العنصري الغربي من المنطلق الديني إلى مفاهيم العرق والأقليات
(0)    
المرتبة: 36,154
تاريخ النشر: 08/07/2008
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:في فترة الستينات كانت مشكلة الأقليات قد بدأت في المجتمعات الغربية الصناعية وكان السؤال حول كيف ستتعامل المجتمعات الغربية الصناعية مع العمال الأجانب؟.
لقد بدأت هذه المشكلة في هولندا مثلاً عندما انسحبت هولندا من أندونيسيا وعادت ومعها حوالي خمسين ألفاً ونيّفاً من البشر من جزر ملقا في إندونيسيا الذين كانوا قد ...أعلنوا عن جمهوريتهم وأنهتها القوات الأندونيسية عام 1949، ثم مع قدوم السود من مستعمرتي سورينام وكوراسا وفي أميركا الجنوبية وهم يحملون الهوية الهولندية.
قبل ذلك لم يكن المجتمع الهولند يحتوي إلا على أقلية واحدة دينية تدّعي القومية وهي الأقلية اليهودية المتنفذّة، وفي نهاية الستينات تعاقدت الحكومة الهولندية مع بعض الدول في شمال أفريقيا مثل المغرب وتونس، ومع تركيا في إستقطاب العمال غير المهرة منها، وسرعان ما تكاثر هؤلاء ليشكلوا أكثر من مليون ونصف مليون مسلم في المجتمع الهولندي، وحصلت غالبيتهم من خلال الإقامة الطويلة على الجنسية الهولندية.
غير أنّ هؤلاء العمال الأجانب جاءوا ليس فقط أفراداً ولكن مع مؤسساتهم الدينية وأفكارهم من المجتمعات الأم، وأصبحوا القاعدة التي يتم فيها تجنيد الكثيرين في الحركات الجهادية، بخاصة بعد الحادي عشر من أيلول وإنتشار الفكر والتنظيمات المحاربة لما يدعى الإرهاب الإسلامي زادت الحدّة في الفصل بين هذه المجتمعات القادمة والمجتمعات المحلية واتسعت أيضاً دائرة التمييز العنصري.
السؤال هو إلى أي مدى كان ردّ فعل المجتمعات الغربية على الجماعات الإسلامية المهاجرة إليها ردّ فعل على واقع؟ أم أنّها كانت قد تغذّت بما وصل إليه الفكر الغربي ما قبل القرن العشرين من نظريات عنصرية متأصلة وقناعات حول فوقية الإنسان الأوروبي ودونية الإنسان غير الأوروبي؟.
هذا الكتاب لا يدور حول الأقليات بمعنى أنّه يصف للقارئ طريقة حياتهم ومشكلاتهم اليومية، لقد كُتِبَت كتب كثيرة حول الأقليات في أوروبا وبخاصة العمال الأجانب الذين قدموا إليها في العقود الستة الأخيرة ولكن من دون أن تتحدث عن هذه الأقليات، وأهملت كتب كثيرة كانت قد تناست السؤال المهم، وهو: لماذا تشكّل الأقليات مثل هذه المشكلة للمجتمع؟.
لقد احتلّت ردود الفعل على الأقليات أماكن الصدارة في الصحف الغربية وبخاصة ردود فعل تلك الجماعات الصعبة في المجتمعات الغربية التي تمثّلت ردود فعلها في التحيّز والعنصرية ونهوض جماعات فاشية وإشتراكية وقومية.
سنختار لغرضنا بعض الكتّاب الذين غذّوا مفهوم العضوية الإجتماعية إلى حد بعيد، ثم نستعرض مؤلفين من الدرجة الثالثة: العنصرين واللاساميين، مثل هؤلاء المؤلفين لا يختلفون عن بعض من حيث المحتوى، ولذلك سنهتم هنا بأهم هؤلاء الكتاب، ونتعرض في بعض الأحيان إلى منشورات تثير الفضولية، وعلى الرغم من أنّ هذه المنشورات ليست ذات قيمة علمية، إلاّ أنّها تزودنا بمعلومات حول ماهية كتّابها. إقرأ المزيد