تاريخ النشر: 27/01/2008
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:يعد تزفيتان تودوروف من أبرز رموز الفكر الأوروبي، فهو إلى جانب كتاباته النقدية منخرط في مساءلة الفكر الغربي خارج قيود العقائدية الفكرية. ويمثل كتابه "روح الأنوار" تواصلاً مع نهجه الفكري في صياغة تصورات جديدة ومختلفة بشأن رؤية الفكر الغربي عامة لقضايا الإنسان المعاصر. وتكمن أهمية الكتاب في مراجعة التقبل ...الغربي لعصر الأنوار في ضوء الراهن الحضاري، حيث لا ينخرط الكتاب في رؤية تأريخية لفكر الأنوار، تعتقله في زمنيته التاريخية بل ينظر تودوروف في الأنوار من زاوية قدرتها الفاعلة في التأثير على حياة المجتمعات، أي إنه يشرح الأنوار على سندان الواقع الغربي الراهن، وهو بذلك يقيم الاتهام الذي جعل من الأنوار مولدة للأنظمة الشمولية وللإيديولوجيا الاستعمارية. فلقد أعلى عصر الأنوار من شأن الإنسان والحرية والمساواة ولا يعقل أن تكون هذه الدعامات مصدراً لسحق الإنسان.
وينقد تودوروف التوظيف الغربي السيء للأساس العقلاني والاختلافي الذي قام عليه التنوير، مشخصاً الممارسات السياسية الغربية وناعتاً إياها بالإساءة إلى فكر الأنوار، وفي ذلك إحراج للسلطة السياسية الغربية وتضمين لخيانة الممارسة لفكر الأنوار.
إن "روح الأنوار" مساهمة فكرية شبيهة بـ"البيان النقدي" الذي يرفقعه تودوروف، المفكر الغربي، في وجه واقع حضاري تبياينت فيه المواقف السياسية مع المراجع الفكرية، وبدا فيه الموقع الحضاري للغرب مهزوزاً أمام محك شعارات التنوير.
وتأتي أهمية الكتاب أيضاً في تلويحه بضرورة التفكير من جديد في "روح التنوير" الذي ليس حكراً على الغرب بل هو مشاع إنساني، إذ نادى تودوروف باستعادة الإنسية، وهو ما يجعل من الكتاب حافزاً لطرح سؤال التنوير العربي من جديد.
وإذ نضع هذا الكتاب بين يدي القارئ العربي فإننا نطمح إلى رفع اللبس الحاصل بين فكر الأنوار والممارسات الاستعمارية، ونشير إلى بناء فكر نقدي متطور يثمن ما في "الأنوار" من أبعاد إنسانية شاملة جاءت بمساهمة كل الحضارات السابقة. إقرأ المزيد