تاريخ النشر: 01/12/2007
الناشر: دار البشائر الإسلامية، دار نور المكتبات
نبذة نيل وفرات:كيف يرضى الإنسان أن يحيا مجرداً من الحب والحنان والرحمة والأمان؟! وكيف يستل جنجره المسموم لقطع رياحين قلبه ويترك ذلك القلب ميتاً، وذلك الجسد آلة صماء وشبحاً مخيفاً؟!
ومن العجب أن ترى بعض الناس يحرصون على تقوية صلتهم بالأصحاب والأقران ويتحلون أمامهم بحسن الخلق واللطف والتودد وطيب الكللام، فإذا عاد ...أحدهم إلى بيته انقلب أسدأً هصوراً مع والديه وزوجته وأبنائه، ولم يرع لهم حرمة أو يحفظ لهم مودة!! إنها الانتكاسة والشقاوة التي أفرزتها المادية المعاصرة وضاعت معها لذة الحياة وجمالها.
ولو عاد الناس إلى هدي الإسلام ونداء الفطرة لعرفوا مقام الوالدين وأهمية برهما والإحسان إليهما: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا). ولأدركوا تلك المودة والرحمة التي ينبغي أن تسود بين الزوجين، ليكون الزوج ريحانة لامرأته والزوجة ريحانة لزوجها، وكل منهما سكن وأمان للآخر: (ومن أيته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
وأما الذرية من الأبناء والأحفاد فهم فلذات الأكباد للأبوين، وقرة عين لهما، وعون لهما على أعباء الحياة وقد ورد في الأثر: "الولد ريحان الجنة". والأخوة في الله عز وجل مقامها كبير، وإذا أكرمك الله بصحبة أهل الصلاح والإيمان والعلماء الأعلام فقد ظفرت بكنز عظيم، وكأنك في روضة من رياض الجنة.
وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (العارف في الأرض ريحانة من رياحين الجنة، إذا شمها المريد اشتاقت نفسه إلى الجنة). وقال الشاعر: لعمرك ما مال الفتى بذخحيرة ولكن إخوان الثقات الذخائر. فهنيئاً لمن اجتمعت لديه حديقة غناء من الأزهار والرياحين، فأكرمه المولى عز وجل ببر والديه، ومحبة زوجته، والحرص على أبنائه، ومجالسته للصالحين.. إنها الحياة الطيبة التي لم يجدها الناس إلا في رحاب هذا الدين. إقرأ المزيد