تاريخ النشر: 20/09/2007
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:يروي لنا العاسمي كيف صار طبيباً، ويعترف بأن ضيقه بطبيب لم يحسن علاج والدته التي توفيت (وربما كان بالوسع إنقاذها طبياً) لم يدفعه إلى كراهية الطب والأطباء، بل حول مشاعر الضيق والنقمة إلى حالة إيجابية دفعته إلى أن يكون طبيباً عساه أن ينقذ ما بوسعه أن ينقذ من إهمال ...بعض الأطباء أو أخطائهم، وبوسعنا أن نقدر ونحن نقرأ حكاياته كيف تجلت لديه موهبة الأدب، فتلك المشاعر التي تمور في الدواخل لا بد لها من أن تجد وسيلة للتعبير عن نفسها، وأجمل وسائل التعبير هو القص والحكاية، ولعلي أكرر تعبير الحكاية لأنني أجد فيما كتب صديقي العاسمي فن الحكاية أكثر مما أجد فن القصة الأدبية من حيث ا لتكنيك أو خصوصية السرد، فالعاسمي يقص حكاياته على السجية الأدبية الصافية الخالصة دون أن يرهق نفسه في محاكاة الأساليب المعقدة من القص، وهذا ما سيجعل القراء (ولا سيما البسطاء منهم) يجدون متعة تأمل هذه الحكايات، فضلاً عن عمق ما فيها من التقاط ذكي للموقف الجدير بالقص، ومن تأمل لعمق الحدث ومن عذوبة ولطف في التعبير وسر العذوبة في حكايته أنه يملؤها بمشاعر المحبة لشخوصه، حتى لأولئك السلبيين من أمثال العشاب الذي حارب الطب بشعوذاته حتى اضطر أن يلجأ إلى الطبيب، والعاسمي يتأمل في حكاياته أسرار الحياة الخفية، ففي حكايته عن الطبيب الذي توفي قبل أن يموت مريضه المحتضر تهكم مرير من سخرية المفارقات، ولا أريد أن أكشف سر الحكايات ولكنني أشير إلى رؤية الكاتب وما تختزنه من تهكم يخفي السخرية التي يوحي بها التأمل. إقرأ المزيد