تاريخ النشر: 01/06/2007
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:"عواطفنا حنين واشتياق، نكابدها وقد طال الفراق، وتعصف في أضلاعنا سموم من الذكرى وأدمعنا تراق، ويبكي من تواروا عن حماهم، ذووهم والأحبة والرفاق، ويجري من عيون الحزن ماء، وفي الأحشاء نار واحتراق، وقد يطفي المصاب على ذويه وباب الصبر يعروه انغلاق، وما صبري سوى خلقي وهذا صدوق لا يحلّ ...له وثاق، إذا ما المرء قارب منتهاه، وضاق بأهله عجزاً وضاقوا، وتحزنه بعاملة وجوه، توارت واحتوى الأخرى العراق، وفي ذكر المداخن ضيق صدر لمن سعدوا بدنياهم وراقوا، وكم من مرهف الإحساس أرخى عليه الليل سولاً لا يطاق، وما للنور فيه من وميض كان النور غشاه محاق، وفي صدر الكفيف ضياء صبح، له فيه انبلاج وانبثاق، وروض للزهور عليه حسن، وللأطيار حطٌّ وانطلاق، ولكن الكفيف رهين سجن، ولا يحويه في البلوى نطاق، تكفكف دمع صاحبه يداه، وينجيه إذا ضاق الخناق، فيا صبري وأنت رفيق عمري، معاً عشنا وقد آن الفراق، فكم أثلجت صدري بعد حزن، وكم أشجاك من حسد نفاق، فلا الحساد قد بلغوا مراداً، ولا من سوء فعلتهم أفاقوا، ويبدو الشرّ في عيني لئيم كما يبدو على الحب العناق، الجسم ناء وناءت الأعضاء، والفكر دون غلوّه العلباء، فيعود للماضي القريب القهقري، حيث الشبيبة قوة ورواء، فيرى حياتي وهي في ريع الصبا، حرفاً محرفاً ما عداه الياء..." كلمات ومعاني وأبيات ومباني ومواضيع شتى، تتناثر على صفحات هذا الديوان، تفترق تارة، وتجتمع أخرى، ولكن في كل الأحوال تنساب موسيقاها عذبة، ومبانيها متماسكة، ومعانيها سلسة، تأخذ القارئ الى ذاك العهد البعيد، عهد الشعر المقفى، الذي تترنم الأذن بجرسه، وتسمو النفس بمعانيه. إقرأ المزيد