تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: دار الحكايات للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:عبد الحليم حافظ اليتيم العصامي الذي رضع الأحزان مع الحليب المر من أثدية لا هوية لها فأصبح ابناً للجميع فكان ابناً باراً. لقد أعطى لمصر بفلاحيها وعمالها وشبابها... أعطى للعرب من المحيط إلى الخليج عصارة قلبه ومشاعره وشبابه.
لقد كان لسان الإنسان العربي وضميره.. غنى لفرحه.. غنى لآلامه.. غنى لانتصاراته.. ...غنى من أجل تجاوز انكساراته.. أعطى الأمل ولم يعط السراب.. أعطى الصدق ولم يعط الوهم.
وأنت تستمع إليه تحس بتلك النكهة المميزة للأرض المعطاءة وذلك الحزن المعتق الذي تعايش معه وسايره بل واتكأ عليه في معظم الأحيان، حتى أصبح وهذه الأحزان صنوان لا يفترقان، وكون معها حروفاً في كلمات لها أكثر من معنى. لقد تشعبت أوتار صوته ونبراته من تلك الأحزان وهو يسير منذ البداية على شريط طويل من الأشواك، وكل شوكة تدمي قدمه العارية كانت سرعان ما تعلو شفاهه أغنية أو لحناً حزيناً.
ومثلما عرف عبد الحليم النجاح عرف الإحباط والفشل ولكنه كان بإصراره وجهده يحوله شيئاً فشيئاً إلى عطاء متسام، ومن يستمتع إلى أغانيه يشعر بسلسلة مترابطة من مرثية طويلة رثى بها نفسه، لذا فإن سيرة حياة عبد الحليم وفنه توأمان لا ينفصلان فكل منهما يكمل الآخر ويكتمل به ومن ثم يعبر عنه.
إن الكلام عن عبد الحلين حافظ طويل لا ينتهي ولا نريد من هذه المقدمة الإلمام بكل جوانب وزوايا ومفردات حياته ومشواره مع الفن والغناء. ففي هذا الكتاب جوانب عديدة يفرد كل جانب منه حيزاً وافياً لحباته وفنه فرسم بالكلمات صورة تقترب من الواقع وتلتصق به.
إن هذا الكتاب إيماءة حب وتحية وفاء لذلك الفنان الذي ضحى بشبابه وصحته وحياته من أجل أن يكون رافداً يرفد معين الفن كي لا ينضب فأفرد لنفسه صفحة في سجل الخالدين. إقرأ المزيد