ثقافة الوسط ؛ مجموعة بحوث في التاريخ والحضارة والتراث
(0)    
المرتبة: 73,299
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يجمع بحوث هذا الكتاب محور رئيس هي الدعوة إلى منهج الوحدة والتقريب القرآني بين المسلمين على ضوء ثقافة الوسط ونفس الوسطية والاعتدال والتعايش.. وهذه المباحث في الكتاب هي على التوالي: 1-نسب النبي وآل إبراهيم والعرب القدماء.. 2-فضائل جيل النبوة، 3-الدر المنثور في تراث أهل البيت والصحابة. 4-شخصيات قرآنية.. في ...ضوء منهج التقريب والوحدة، 5-المرأة في عصر النبوة، 6-عمر والحسين وجهان لمنهج إسلامي أصيل، 7-الأمة الوسط، 8-الدولة العثمانية في الميزان، 9-الصراع الصفوي العثماني وأثره في بلورة الطائفية، 10-مؤتمر النجف.. رؤية نقدية قرآنية معاصرة، 11-التعصب الأوربي تجاه العالم العربي والإسلامي.
وما سعت إليه هذه البحوث هو استعراض بعض ملامح ثقافة الوسط الإسلامية من خلال مجموعة من المباحث والكتب التي تم نشرها بشكل منفصل في السنوات الأخيرة في بغداد وعمان، وهي تتكلم عن مفهوم (الأمة الوسط) وأبرزها مقوماتها وانعكاسها على أحداث التاريخ الإسلامي وأثرها في حضارة الإسلام وتراثه. هذا وقد اجتهد المؤلف في اتخاذ التعدد والتنوع المذهبي الإسلامي ومنهج الوحدة والتقريب القرآني ميدانأً حيويا للوسطية.
فالكتاب إذاً يجمع بين دفتيه مواضيع شتى وميادين مختلفة تجمعها ثقافة الوسط ومنهج الاعتدال.. فهو تارة يتكلم عن جيل النبوة وفضائله في الكتاب والسنة، وأخرى عن أنساب العرب القدماء ونسب النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه ثم يسلط الضوء على شخصيتين مهمتين ومؤثرتين في تشكيل ثقافة المسلم المعاصرة هما شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه والحسين بن علي رضي الله عنه باعتبارهما نقطتتي استقطاب لثقافتين ومنهجين إسلاميين بارزين، وقبل أن يغوص الكتاب في ثنايا عصور التأخر والإنحطاط الإسلامية يجعل من الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة معلماً بارزاً للوحدة والتكامل والأخوة والمحبة والنسب والمصاهرة التي كانت تربط بين أفراد جيل النبوة ممثلاً بركنيه الشامخين أهل البين والصحابة.. كما إن الكتاب لا ينسى المرأة ودورها المميز في عصر النبوة سواء في دورها الميداني والتربوي والجهادي أو في ربط البيوت والأسر بأواصر النسب والمصاهرة الحميدة، فيصور للقارئ الكريم الدور العظيم للمرأة في بناء الأمة ووحدتها ومنهجها الوسط، وهو بذلك يذكر ويحذر من خطر احتقار المرأة وتسليعها وجعلها أحد رموز تجارة الجسد.
وهكذا فإن المرأة التي يحاول البعض امتهانها وجعلها رمزاً للجنس والجسد، نجدها في تأريخنا رمزاً للوحدة والعفة والفضيلة ضمن مفهوم الإيمان والمصاهرة الشريفة فشتان بين مفهوم المؤامرة وامتهان المرأة في الغرب والمصاهرة وتكريم المرأة في ثقافة الوسط القرآنية.
المحور الآخر الذي يطرحه الكتاب ويستعرضه من خلال مباحث متتالية هو تسليط الضوء على عصر الإنحطاط والصراع الطائفي والتخلف الذي عاشه المسلمون في القرون الأخيرة لا سيما ملف الصراع الصفوي العثماني وأثره في بلورة الطائفية، موضحاً أهم أسبابه وسبل الخلاص منه والدعوة إلى الوحدة والوفاق والتقريب القرآني وفق ثوابت وأصول تمثل منهجاً وسطاً في الاحترام المتبادل بين المذاهب والتيارات الإسلامية، وفي ضرورة الوحدة والتكامل والتعايش الديني والمذهبي والحضاري، ليتعدى ذلك المسلمين إلى باقي الأمم والحضارات وفق مفهوم حوار الحضارات التي يدعو له الإسلام وشجب صدامها الذي يدعو له بعض الغلاة والمتطرفين في الغرب، وفي التاريخ الإسلامي تجارب عديدة وجهود عظيمة في ميدان الوحدة والتقريب والتعايش الديني والحضاري، ولعل مؤتمر النجف الذي حدث قبل قرنين ونصف والذي حسم الخلاف المذهبي والصراع الطائفي الشيعي السني في مقررات شهيرة وعظيمة، ما يعد نقطة مضيئة في تاريخنا المتأخر، ودعوة صادقة للوفاق والوحدة والتعايش البناء بين المسلمين مذاهب وأفراداً، كما يمكن استلهام أحداثه والعديد من الأحداث والجهود الوحدوية التي تدعو إلى التعايش والسلام وغقرار الاختلاف -لا الخلاف- الذي هو سمة بشرية طبيعية يؤكدها القرآن الكريم. إقرأ المزيد