النجم الوهاج في شرح المنهاج
(0)    
المرتبة: 226,446
تاريخ النشر: 01/01/2019
الناشر: دار المنهاج للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن الفقهاء هم أركان الشريعة، وأمناء الله في خليقته، والمجتهدون في حفظ ملته، فضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة، كتاب الله الفقران عدتهم، والسنة النبوية حجتهم، ورسول الهدى صلى الله عليه وسلم فئتهم، فهم حفظة الدين وخزانته، وأوعية العلم وحملته، فكلٌّ عالم فقيه إمام رفيع نبيه، فهم ...حراس الدين، الذين سلكوا السبيل المستقيم، وانجابت باجتهاداتهم وآرائهم سحب التحير والشكوك، وردوا الفروع إلى الأصول. والإمام الدميري صاحب هذا الشرح ممن نصب نفسه للتأليف والتحرير، وليست همته إلا معضلة عليها، أو مستصعبة عزت على القاصرين فيرتقي فهمه إليها، ويقودها بزمامها، قد ضرب مع الأقدمين بسهم، وحلّق في سماء الفضائل. ولا مراء أن من طالع مؤلفات الدميري، فإنه تتراءى له عبقرية هذا الإمام من خلال مباحثه، وتحريراته التي تنمّ عن فهم ثاقب وفكر نير، وحصافة فقيه تميّز الإبريز من البهرج، ولذلك كان إليه المرجع في التدريس والفتيا، لأن مقامه مرتفع، وبحره زاخر، فاق معاصريه، وزاحم الأقدمين على مائدة العلم، فلم تتقاصر مرتبته عن مكانة كبارهم، بل سما سموهم، وأضاف من غزير معارفه ما يرأب صدع تأخر زمنه، فكم ترك الأول للآخر فهو بحق علامة جامع، وبحر لا ساحل له، لم ير في عصره مثل نفسه ولعل السر الذي بلغ به الشاذ والقصي في المنزلة العلمية يعود إلى ما ارتشفه من دنان العلوم في الصغر، إضافة إلى تقوى فتحت له أبواب المعارف. فكان متضلعاً في علوم الفقه ميتاً في عصره فأحياه وأنشره. وأما صاحب "المنهاج" الذي جاء فيه الشرح فهو للإمام النووي فهو كما قال السبكي" "لا يخفى على ذي بصيرة أن لله تبارك وتعالى عناية بالنووي ومصنفاته". ومن ذلك أن متن "المنهاج" نافت شروحه على المئة ما بين مطبوع ومخطوط ومفقود، وتلك عناية الله حفّت بالنووي ومصنفاته، وهو أيضاً برهان واضح على ما لـ"المنهاج" من أهمية عظمى، وما تميز به من التحقيق والتدقيق، وما تضمن من النفائس المستجدات، بل هو صار عند متأخري الشافعية عمدة المفتي والمستفتي، ومرجع الخاص والعام.
هذا ولما كان الدميري من أعيان العلماء المتأخرين، الذين جمعوا بين المعقول والمنقول فقد أحاط شرحه هذا بمسائل من سبقه وأوفى عليها، وحبّر هذا الشرح بمهمات فقهية عزيزة، ومباحث علمية جليلة، وطرزه بتلك الفوائد اللطيفة، التي يطرب لسماعها كل فقيه شغوف بالعلم. والخلاصة أن في هذا الشرح من العمق والأصالة والإحاطة ما يتناسب من جلالة المتن ورفعة مؤلفه. فكما تميز الإمام النووي بمؤلفاته، واختص "المنهاج" بالاتقان والتحقيق...
فكذلك تميز هذا الشرح بالجودة والإحكام، والمشول وحسن السبك، وجميل البسط، ومن أجلّ فوائده أنه يذكر المسألة ويشفعها بدليلها أو تعليلها، ويعزو الأحاديث إلى مخرجيها، ويبين مرتبتها، وله فوق ذلك من اللطائف الفقهية، والاتحافات السنية ما يتعشقه الفطن النابه، ويتسجيد الذكي الواعي، كما أن له من الاستطرادات ذات الصلة بالموضوع ما يبرهن على سعة علمه، وتبحره في سائر الفنون. ونظراً لأهمية هذا الكتاب من حيث المتن والشرح فقد تمّ الاعتناء به حيث خرج إلى النور من ركام المخطوطات وتمّ إبرازه إلى عالم المطبوعات ليكون في متناول الجميع في حلّة معاصرة تحقيقاً وتوثيقاً، فيكون بذلك مرجعاً فقهياً، الذي لا يهم الشافعيين وحدهم، بل أيضاً أولي المذاهب المختلفة على السواء. إقرأ المزيد