سورية... ويستمر الصراع على الشرق الأوسط الكبير
تاريخ النشر: 01/10/2006
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:من المنظور الأمريكي أصبحت الدول العلمانية المعادية لإسرائيل على سبيل المثال وليس الحصر كالعراق وسورية ولبنان وليبيا واليمن دولاً إرهابية، وأصبحت الدول الحليفة لأمريكا كالباكستان والمملكة العربية السعودية ومصر دولاً متطرفة وتحتاج لتغييرات بنيوية وثقافية أساسية. أما ما تبقى من البلاد العربية الأخرى فهي تحت المجهر الأمريكي، فبدأت تحلق ...ذقونها بنفسها قبل أن تمتد اليد الأمريكية لها وذلك كما ذكر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في أحد تصريحاته وذلك بتناغم مع تعليقات وزير خارجية قطر، فكانت بمثابة نصيحة للرئيس معمر القذافي الذي رفع رايات الاستسلام عالية جداً، مما أعطى الحكومة الأمريكية مثالاً مشجعاً ولكن خاطئاً لا يمكن تعميمه على جميع البلدان المعنية بالأمة في بلدان الشرق الأوسط. كما أن تراجع الدول الأوروبية الأساسية كفرنسا وألمانيا وإيطاليا عن مواقفها الداعمة في الشرق الأوسط أثبتت أنها عاجزة أو عجوزة كما وصفتها السياسة الأمريكية وبدأ الاتحاد الأوروبي يمشي في ركاب العجلة الأمريكية الضخمة وذلك علها تنال الفتات أو موطئ قدم في المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الكبير.
نحتاج الكثير لمعرفة ما تكنه وتضمره الدولة الأمريكية العظمى في مخططاتها لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولكن لن يخفى علينا ماهية الوسيلة والغاية في الوصول إليه.
فالوسيلة هي القوة العسكرية المفرطة بالضرب بالعصا كما حصل في (أفغانستان والعراق) أو التهديد والتلويح بالعصا كما يحصل في الحالة (الإيرانية والسورية)، إنها حقاً وسيلة الكابوي القادم من الجنوب الأمريكي (تكساس) أما الغاية فهي وبالشكل المطلق هو حكم للعالم تدريجياً كما حذرت من ذلك وزارة الخارجية الصينية منذ أيام قليلة، فأمريكا هيمنت بقرارها على الأمم المتحدة وهمشتها ووضعت يدها المطلقة على النفط العربي والذي يدير معاملها وآلاتها الحربية الجبارة داعماً بذلك اقتصادها القوي والمتذبذب، وهي تتطلع إلى محاصرة نفط فنزويلا ونيجيريا بعدما أحكمت الحصار على نفط دول بحر قزوين، وقد وزعت قواعدها العسكرية في وحول معظم الدول النفطية من حدود الصين (باكستان وأفغانستان ودول جنوب روسيا) ووصولاً تدريجياً إلى حدود سواحل الأطلسي الشرقية. وأخيراً تم تحكمها في جميع الممرات المائية في العالم مثل (قناة السويس وقناة بناما، وباب المندب) حيث قواعدها وأساطيلها البحرية تحيط بدول الشرق لتؤكد هيمنتها على الاقتصاد والسياسة، وحتى الأرض والبحار، لهذه الدول، فلا من منافس أو معارض إلا والعصا الأمريكية الغليظة فوق رأسه. إقرأ المزيد