تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:يضم هذا الكتاب بين طياته دراسة تقليدية بحتة نظرت في أغراض الشعر عند الشاعر ابن زمرك آخر الشعراء الأندلسيين، ومضامينه، وبينت ما يتصف بها من خصائص فنية، فعرضت لأغراض ابن زمرك جميعها بالتحليل والنقد والدراسة المسهبة بهدف استخلاص مميزات النتاج الأدبي لشاعر وصف بالتقليد كما وصف بالإجادة.
وهكذا جاءت هذه ...الدراسة في قسمين وخاتمة بالإضافة إلى مقدمة تحدثت عن أهم المصادر والمراجع التي تناولت ابن زمرك وشعره بالترجمة والدراسة. أما القسم الأول فتألف من بابين تحدث الأول منهما عن أحوال البيئة في مملكة غرناطة، مبتدئاً بالحالة العمرانية وممهداً لها بالحديث عن الوضع الجغرافي للمملكة، ثم تابع الحديث عن المباني التي شيدها بنو نصر، وتوسع في الكلام على قصر الحمراء الذي كان مقراً للغني بالله ولوزيره ابن زمرك، وكانت جدرانه بيوتاً مخصصة لأبيات أبي عبد الله الشعرية.
ثم أتبع هذا الحديث، بحديث عن الخالة السياسية في عصر الازدهار (القرن الثامن الهجري-الرابع عشر الميلادي) فأعدد الملوك المتعاقبين على عرش غرناطة في تلك الحقبة من الزمن وأشير إلى ماهية السياسة المتبعة في الداخل والخارج وإلى فترات الحرب والاستقرار وإلى معاهدات الصلح والصداقة بين المملكة وجيرانها وإلى الصراع والمنافسة بين أبناء الأسرة الحاكمة.
ثم ختم الباب الأول بالحديث عن الحالة الفكرية السائدة في غرناطة فأنطلق في الكلام على النهضة الأدبية في ذلك القرن وعلى تشجيع بني نصر للأدباء، معدداً أسماء نخبة من شعراء العصر وكتّابه ولغوييه وعلمائه وأطبائه وأسماء بعض مؤلفاتهم، من غير أن ينسى الحدث الكبير الذي تمّ على يد يوسف الأول وأعني به إنشاء المدرسة اليوسفية وتأمين أفضل الأساتذة الأكفاء لها.
أما الباب الثاني فخصصه لبيان سيرة ابن زمرك فصحح لفظ لقبه (ابن زمرك) فتكلم على نسبه ومولده ودراسته وشيوخه ومناصبه التي تدرج فيها من الكتابة في الديوان إلى الوزارة. ثم تطرق إلى تاريخ وفاته ثم ألمح إلى تلاميذه وتحدث عن صفاته وأخلاقه وسرد لمعاً من أخباره وأنهى هذا الباب بالكلام على آثاره.
وأما القسم الثاني -وهو لب الكتاب- مقسمة إلى فصول خمسة، تناول في الفصل الأول منها الحديث عن نثره وخصص الفصل الثاني بالكلام على شعره فقسمه إلى مباحث خمسة: الأول في موشحاته والثاني في شعره المدحي من "مولديات" و"غنيات" ورثاء وفخر، والثالث في وصفه والرابع في غزله والخامس في المسحة الصوفية في شعره.
وتناول الفصل الثالث فنية ابن زمرك بالدراسة فتحدث عن تأثره بفنية من سبقوه، وعن أسلوبه في النظم وعن البحور التي نظم عليها قصائده وقوافيها، وعن الجوازات الشعرية الواردة فيها، وعن الألفاظ والتراكيب والوجوه البلاغية بشكل مفصل.
في الفصل الرابع عرض لسقطاته العروضية واللغوية والنحوية. في الفصل الخامس وهو أهم ما في الدراسة كلها تحدث عن التقليد عند الشاعر وأعطى أمثلة كافية عليه. ثم قسم التجديد عنده إلى تجديد جزئي وابتكار، محاولاً أن يذكر، حصراً، الأبيات المتضمنة معانيه المبتكرة.
ثم خلص من هذا كله، إلى خاتمة بين فيها منزلة الشاعر وأعطي رأيه فيه وسرد آراء النقاد القدامى والجدد في شعره وأكد على تمثيله عصره وعلى أهمية شعره الذي يتضمن أبياته المبتكرة الرائعة التي تكفي، وحدها، لوضعه في مصاف كبار الشعراء الأندلسيين. إقرأ المزيد