الجاليات الأوروبية في بلاد الشام في العهد العثماني
(0)    
المرتبة: 58,919
تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يضم الكتاب دراسة حول الجاليات الأوروبية في بلاد الشام في العهد العثماني في القرنين السادس عشر والسابع عشر (م) العاشر والحادي عشر الهجريين. والغاية إزالة الغبار العالق بالدور الذي قام به شرقي البحر المتوسط، وخصوصاً بلاد الشام في التطورات التي رأتها مطالع العصور الحديثة، حيث بدا هذا الدور ضعيفاً ...ومهملاً. إلا أن هذه الدراسة ستثبت أن بلاد الشام بالجاليات الأوروبية التي أقامت بين ظهرانيها، وبالدور التجاري الذي أدته، وباستثارتها الاهتمام الغربي بشؤون الشرق قد اضطلعت بمهمة لا تقلّ عن مهماتها في العصور السالفة. وهي وإن لم تكن عامل نقل حضاري، إيجابي ومبدع كما كانت عليه إبان العصور الوسيطة، فإنها كانت عامل تفاعل حضاري، أثار في الغرب اهتمامات أدبية وفكرية وعلمية جديدة، وإذا كانت لم تظهر على مسرح التاريخ في هذه الحقبة كما كان يخوله لها دورها الفعلي؛ فلأن الأحداث التي كانت تجري في المحيط الدولي كانت صاخبة وضاجّة، بحيث غطّت على الأحداث الهادئة الخفية التي كانت تعمل على أرضها.
بالإضافة إلى ذلك فإن الهدف من هذه الدراسة الكشف عن الجذور العميقة للاستعمار الغربي الذي بدأ يسيطر بشكل واضح جلي في القرنين التاسع عشر والعشرين. إذ بيّنت هذه الدراسة أنه وفي القرنين السادس عشر والسابع عشر، وهما قرنا "الاستعمار الاستكشافي" في العالم تبلور، في الواقع، اهتمام الغرب بالشرق الأدنى بصفة عامة، وبسورية بصفة خاصة، لا بوصفها محط الأماكن المقدسة المسيحية كما نادى يوماً ما الصليبيون الغزاة، وإنما لأنها منطقة ذات قيمة اقتصادية لأوروبا المنفتحة على النهضة الحديثة، كما وضحت هذه الدراسة تحوّل الفكرة الصليبية من مفهومها الحربي الذي سيطر على أذهان الغرب طيلة العصور الوسيطة، إلى مفهومه الثقافي والفكري.
إلى جانب ذلك سعت الباحثة في دراستها هذه إلى دراسة ما أُسمي في التاريخ بـ "الامتيازات". وهي الوثائق التي استندت إليها الدول في تثبيت جالياتها على أرض بلاد الشام، والتي اعتمدت عليها للتدخل في شؤون الدولة العثمانية الداخلية، ونظرت إليها فرنسا كنقطة انطلاق لما تسميه "الصداقة الفرنسية – السورية". وهنا تبين الباحثة بأن القرنين السادس عشر والسابع عشر شاهدا تطور مفهوم "الامتيازات"، من معاهدة تجارية عادية بين دولتين، وإن كانتا مختلفتين ديناً، إلى امتيازات تتمتع بها دولة واحدة من الدولتين المتعاقدتين في أراضي الدولة الثانية، ثم إلى "جوازات رسمية" تبيح تدخل هذه الدولة المتعاقدة في شؤون الدولة الأخرى.
هذا بالإضافة إلى نقاط أخرى سعت الباحثة في دراستها هذه، والتي كانت بمثابة أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في الآداب من قسم التاريخ، سعت إلى تسليط الضوء عليها لبيان شأن الجاليات الأوروبية في بلاد الشام في العهد العثماني وأملها أن تكون قد وضعت أساساً علمياً عاماً، ومنطلقاً لدراسات يمكن أن تكون أكثر تفصيلاً وعمقاً في المستقبل، يتاح للباحثين الفرص لمتابعتها والتغلغل في ثناياها الدقيقة. إقرأ المزيد