المعلقة العربية الأولى أو عند جذور التاريخ
(0)    
المرتبة: 46,996
تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: دار الثقافة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:في هذه الدراسة يكشف الباحث بأننا نحن من "ملحمة جيلجامش" أمام "معلقة" مقطوع بتعليقها في خزانة قصر الملك آشور بانيبعل (668-226ق.م). "معلقة" بتمام ما يدل عليه معنى "المعلقة" بدليل مسجل على لوحاتها ففي ذيل كل لوحة من لوحات هذه القصيدة تأتي عبارة قد تختلف في لوحة عنها في الأخرى ...الخلاف اليسير من حيث التفصيل؛ لكنها تلتقي جميعاً في دلالاتها على معنى واحد تقدمه وافياً العبارة الآتية التي جعلت تذييلاً للوحة التاسعة من لوحات هذه القصيدة، الاثنتي عشرة، يقول الناسخ: "اللوح التاسع من: هو الذي رأى كل شيء-من سلسلة جليلجامش-قصر أشور بانيبعل-ملك العالم-ملك بلاد أشور". ويقول الباحث بأن هذه القصيدة، بعيداً عن كلمة ملحمة الدخيلة، قد علقت في قصر الملك أشور بانيبعل، ووضع عليها خاتم المكتبة، مؤكداً بأنه ليس أدل من هذا على الموافقة الملكية على "التعليق"، بل إن في هذا معنى الأمر الصادر من الملك "بالتعليق" مضمناً في الرضا بوضع خاتم مكتبته عليها. وهو بهذا يفيد جوهر الخبر الذي حملته إلينا الكتب العربية والمتلخص في قولهم: إن الملك كان إذا استجيدت قصيدة قال: علقوا لنا هذه فكتبت وحفظت في خزانة كتبه". لم يكذب المؤرخون إذن حين قالوا هذا، ولم يخترعوه لوجوده هنا تطبيقاً دالاً، وحقيقة مجسدة في هذا الأمر الملكي الصادر من آشور بانيبعل بتعليق قصيدة "جيلجامش".
هذا وإن الباحث لم يفهم ذاك وحده، وإنما فهمه معه جميع العلماء الأوروبيين الذين كان من بينهم كاشفو مكتبة الملك تحت أنقاض قصره. وقد سبق الباحث في ذلك ماسبير والمؤرخ المعاصر الذي قال عن هذه القصيدة: "قد وُجِدَتْ من هذه القصيد في المكتبة الملكية بنيتوى نسخ كثيرة تاريخ كتابتها يرجع إلى منتصف القرن السابع قبل ميلاد عيسى، وقد أنجزت بأمر الملك آشور بانيبعل منقوله عن نسخة أقدم. وهذا "الأمر بالتعليق هو أدل شرائط وصف القصيدة "بالمعلقة" عند الطائفة القائلة به". والشرط الاني، وهو وجود القصيدة بين محفوظات مكتبة الملك محقق مستوفي بوجودها بشهادة من استخرجها من هناك من العلماء الذين قدموها للناس، وبشهادة من أخذها من هؤلاء فترجمها أو نشرها، وهما عمليتان اتصلتا من تاريخ كشف هذه المكتبة إلى اليوم.
من هنا يؤكد الباحث بأن قصيدة جليلجاميش هي أقدم "معلقة" عربية بهذا المعنى تقع بين أيدينا، وليس هذا فحسب، إذ أنها "معلقة" كذلك بالمعنى الذي مفاده بأنه يحوط "المعلقة" من قدسية يفيدها تعليقهم إياها في قدس أقداسهم بالكعبة البيت الحرام، في عصرهم الجاهلي الذي لا يتردد الباحث وهو بإزاء هذا الشاهد في القول بقدم سُنًّة "التعليق" فيه. إلا أنه لا يؤكد على أن هذه المعلقة قد علقت في الكعبة الإبراهيمية، ولا يستطيع نفي ذلك في ذات الآن. لقيام الدليل التاريخي على وثاقة الاتصال بين العراق والحجاز في تلك الفترة التاريخية نفسها.
من هنا يأتي هذا البحث الذي تمت للباحث نتائجه من واقع دراسته لقصيدة "جيلجاميش" مع استعانته في استيضاح جوانبه التفصيليلة بالقرآن الكريم، وبكتب التفسير، وبما كتبه الأوربيون عن تفاصيل ما وقع منهم بعد أن نزلوا القارتين الجديدتين القديمتين جميعاً، وعرفوا طريقهم إليها، وكانت النتائج كما يراها الباحث حاسمة لا يماري فيها إلا مبطل مزيّف يعزّ عليه أن ينهار زيفه فهو كظيم.
ويشاء الله أن يأتي للباحث بعد ذلك الدليل النصي القاطع بصحة ما خرج إليه قياساً واستدلالاً ومحضاً وتحقيقاً فيحل عالم أوروبي طلاسم لوحات ثلاثة كانت في الولايات المتحدة، عثر عليها في كندا، وفي المكسيك، ومن بينها واحدة كتب عليها بالفينقية: "أنا هانئ بن تيم قد مررت من هنا". إقرأ المزيد