تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:الإسلام هو من أكثر المدارس الفكرية والفلسفية واهتماماً وحماية للمرأة، وهذا الأمر ليس إدعاءاً أو مبالغة، فنظره إجمالية للمصادر والبحوث الإسلامية التي لها علاقة بالنساء يثبت ما قدمناه، وهذه العناية نابعة من عظم الدول الذي تقوم به المرأة وأهميته في هداية الأجيال.
والكتاب الذي بين أيدينا يأتي ليؤكد صدق هذه ...المقولة حيث قدم في أقسامه الإثني عشر عرضاً مفصلاً للأحكام التي جاءت في الفقه الإسلام وتحدثت عن تربية الفتاة، فتحدثت المقدمة والتي هي بمثابة المدخل لبحث واسع حول تربية البنت في الإسلام، فتكلمت عن ثلاث موضوعات في ثلاثة فصول: الأول: بحث حول موضوع البنت في الإسلام بحسب العلاقة مع الأحكام المسبقة والذي يمثل في الحقيقة مقالة كتبها المؤلف تحت هذا العنوان، وقد نشرت في سنة 1361 هجري شمسي. الثاني: يمثل هذا الفصل بحثاً حول الفروق بين المرأة والرجل من وجهات نظر مختلفة، وهذا البحث سيعيننا على معرفة الفرق بين تربية البنات وتربية البنيين. أما الفصل الثالث فإنه يرتبط بموقع البنت ومكانتها في الإسلام.
أما القسم الثاني فتحدث عن تربية البنات وأهمية ذلك كحق من حقوقهن، وابتداءً تم الحديث عن مسالة وهي: أن التربية من وجهة نظر الإسلام تختص بكلا الجنسين، وإن هناك تبايناً في كيفية التربية بين الرجل والمرأة، لأن أفضل أنواع التربية من وجهة نظر العلم تلك التي تتوفر في موضوعها الشروط الطبيعية والفطرية.
بعد ذلك تكلم في فصل آخر عن حقوق البنت في مجال التربية، ذكر بأن هذا الحق ثابت لها، بل يؤكد الإسلام عليه ويوصي به، وهذا التأكيد ناتج من أن بعض الناس، وبسبب بعض الابتلاءات والتمسك بالعصبيات العمياء، فإنهم يغفلون مسألة تربية البنات ولا يعيرونها أي اهتمام. وفي فصل آخر من هذا القسم تم التعرض إلى أهمية تربية البنات وسعى الفصل الأخير من القسم الثاني إلى تبيان الأصول التي تم الاعتماد عليها في تربية البنات.
وحاول القسم الثالث أن يبين الهدف الذي نسعى إليه في تربية البنات؟ والبرامج التي يجب إتباعها في ذلك؟ ولغرض بيان هذا الأمر فقد خصص فصلاً لبيان الأهداف من تربية البنات، حيث تم إيضاح بعض الآراء التي جاءت في هذا المجال.
وخصص الفصل الثاني للبحث فيما يتعلق بتربية الأمهات، حيث أن الدوافع والرغبة لدى البنات ليصبحن أمهات، أمر فطري وغريزي، حيث تحس البنت بهذه المسألة في أعماقها. والمسألة الثالثة في هذا القسم والتي حظيت بالدراسة والتوضيح، هي نوعية هذه التربية، أي ماذا نحتاج البنات في التربية؟ وأي المسائل والمواضيع يجب أن تنتخب لتربيتهن، وكيفية طرح ذلك عليهن؟ وهل يكون بصورة مباشرة أم غير مباشرة؟ وأي وجهة نظر تتبع في هذه التربية؟
وبحث القسم الرابع في الجوانب الحياتية لتربية البنات وعلى هذا الأساس تعلق الفصل الأول من هذا البحث بالتربية البدنية وضرورتها والاهتمام بنمو وتوازن وسلامة البدن، والطرق الكفيلة بالحصول على جسم سالم، ذا نمو طبيعي.
أما الفصل الثاني فتعلق بمسألة تربية وتنمية الفكر والذهن وكذلك العقل لدى البنات، ولأهمية هذا الفصل فقد تم التعرض فيه إلى مواضيع مهمة في هذا البحث، حيث إن ضرورة التربية الفكرية والعقلية لدى البنات من الأمور اللازمة في نظرنا، وذلك لأنها تساعدها على إيجاد التوازن العقلي لديها، وبواسطة العقل نستطيع تربية عواطفهن الرقيقة.
والفصل الثالث يتعلق بتربية الروح، والجوانب المتعلقة بإنسانية الإنسان، وسنتعرض للمسائل المتعلقة بهذا الموضوع. والغرض الأصلي من هذه البحوث هو الاهتمام بتربية كافة الأبعاد الوجودية للبنات، لأن تربية أحد الجوانب وترك الجوانب الأخرى أو إهمالها لا يعتبر ذنباً نرتكبه بحق البنات فحسب، بل بحق الإنسانية ككل.
ودار الحديث في القسم الخامس حول حدود التربية للبنت، وما هي الأطر والجوانب التي يجب أن نراعيها في هذا القسم من التربية؟ وهكذا فقد تم تخصيص الفصل الأول في هذا القسم حول التربية الدينية والأخلاقية للبنت، باعتبارها إحدى الضرورات المهمة للبنات.
وبحث الفصل الثاني في التربية العاطفية، التي تعتبر أكثر أهمية بالنسبة للبنات، وأهميتها تنبع من كون النساء يلعبن دوراً في سيادة روح الطمأنينة والهدوء في البيت، ولكونهن يتحملن مسؤولية تربية الأولاد. وسلط الفصل الثالث الضوء على التربية الاقتصادية للبنت، ومعرفة أصول وضوابط هذه التربية وما يتعلق باقتصاد العائلة، والقضايا الإجمالية التي لها علاقة بالاقتصاد الاجتماعي.
وجاء القسم السادس تحت عنوان أجواء التربية حيث توقف عند مراحل تربية الأولاد مقسماً إياها إلى ثلاث مراحل: المرحلة التي يكون فيها الطفل في أحضان عائلته وبالأخص بالقرب من الأم. المرحلة الثانية وهي المرحلة التي يكون فيها الطفل في المدرسة وذلك لغرض تعلم المسائل التي لها علاقة بحياته. أما المرحلة التي تكون أعلى من هذه المراحل وأهم، وأعلى من مرحلة المدارس والجامعة فهي وجوده في المجتمع.
وهنا قام بتعريف مسؤولية الوالدين والمربين تجاه البنت وسعى إلى طرح بعض المسائل الأساسية في هذا المجال متناولاً إياها بالبحث والتوضيح، ولخص القسم السابع احتياجات البنات فتحدث عن الحاجات الجسمية والفسيولوجية والتي تشمل الغذاء، اللباس، المسكن، اللعب والحركة، النظافة والسلامة والإبداعات و..اله. ففي الحقيقة تمثل هذه الموارد: الاحتياجات الأولية للطفل فهو بحاجة إلى هذه الأمور حاجة حقيقية وماسة، في جميع الحالات.
الاحتياجات العاطفية، وأساسها المحبة والأمن والمسائل الأخرى مثل الملاطفة، الحضانة، التقدير والعطف، التسلط على المحيط، الانضباط والقانون، وبدون تأمين هذه الاحتياجات فإن النمو العاطفي لا يمكن تحققه. والاحتياجات الروحية والنفسية التي تشمل الاحترام، العدالة، الحرية، الاستقلال، الإحساس والتعلق، الرفعة، الرأي الصائب، النظم المنطقين الهادفة، وما أشبه، فإن ذلك يعتبر من حقوق الطفل، وثمة اختلافات فيما بين حياة الإنسان والحيوان.
وتكلم القسم الثامن من العلاقات في تربية البنات والغرض منها تعرض إلى نوع الأشخاص الذي ينبغي للفتيات الارتباط بهم وتشكيل العلاقة معهم وكيفية هذه الروابط والعلاقات، والنقاط التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار في هذا المجال، كذلك تحدث عن علاقة الأب بابنته، وفي فصل آخر عن علاقة الأم بابنتها، وفي فصل ثالث عن روابط الآخرين بالبنت.
وطرح القسم التاسع من الكتاب الأسلوب المثالي لتربية البنات سواءاً على صعيد التعليم أو التربية. أما القسم العاشر فدار حول المراقبات والمتابعات في مجال العشرة والعلاقات، وهذا البحث يجب أن يكون فيه لغة تحذير وإنذار لأن أكثر الأخطاء والانحرافات ناجمة من العشرة غير المرغوبة فتكون لها نتائج وآثار غير مرغوبة. وهنا تم التعرض إلى مسائل اللباس والغذاء واللعب ووسائل اللهو والترفيه عن النفس، فلا يكون توجيه البنات لهذه المسائل وسيلة وإنما غاية.
وبحث القسم الحادي عشر في معرفة البنات حيث تطرق إلى المجالات المختلفة كالجوانب الحياتية، النفسية، العاطفية، الأخلاقية، المذهبية، والتعرف على حساسية البنت وحاجاتها. وفي فصل آخر تم التكلم عن أصول التربية والهداية الخاصة بالبنت والأساليب المتخذة من قبل الوالدين في هذا المجال، حيث تعرض لطرق التوعية التي يجب إتباعها مع البنات وما هي المواقف التي بالإمكان اتخاذها للحيلولة دون انحرافهن، وأخيراً وفي فصل آخر تم التحدث عن التقاليد المتبعة خلال تربية البنت للحياة وإعدادها لمرحلة الزواج وإدارة الأسرة.
ومثل القسم الثاني عشر الخاتمة لبحوث هذا الكتاب وهو يشتمل على فصلين الأول تكلم عن غفلة الآباء والأمهات في مسالة التربية. وفي الثاني تم التحدث عن التربية السيئة التي يقوم بها الآباء والأمهات وهو نوع من الغفلة في التربية. إقرأ المزيد