العقل وما بعد الطبيعة ؛ تأويل حديد لفلسفتي هيومر وكانط
(0)    
المرتبة: 20,986
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"العقل وما بعد الطبيعة" للباحث محمد عثمان الخشت تعتبر نموذجاً للدراسة العلمية الجادة وللبحث الفلسفي الحر. فقد جمعت هذه الدراسة عدة خصائص علمية مثل التوازن الكمي بين الفصول، وصغر حجمها نسبياً دون حشو أو استطراد. وتقوم على فهم دقيق لفلسفتي كانط وهيوم وإعطاء تأويل جديد لهما مما يجعل صاحبه ...قادراً على استيعاب تاريخ الفلسفة في ذاكرة واعية قد صاحبها بمساحة واسعة للمقارنة والاستنتاج. كما أنها مكتوبة بلغة عربية سليمة تدل على طول باع صاحبها في التراث العربي الإسلامي وهو صاحب مؤلفات فقهية عديدة فيه.
وأهم ما يميز هذه الدراسة ما تتضمنها من رأي معلن بجرأة ووضوح، وما تكشفه العلاقة الجدلية بين الفصول. هيوم قابع داخل كانط، وكانط قابع داخل هيوم، وإن المسافة بينهما ليست كما هو شائع، كبيرة إلى حد التناقض بل قريبة إلى حد التكامل إن لم يكن التماثل. كانط حسي، وهيوم عقلي وكأن روح الفارابي القويمة تعود من جديد من الجمع بين رأيي الحكيمين: أفلاطون الإلهي وأرسطوطاليس الحكيم في محمد عثمان الخشت في الجمع بين رأيي الحكيمين: كانط الإلهي وهيوم الحكيم. وبسبب هذه الدعوة تحولت الدراسة أحياناً إلى نوع من الدفاع في قضيته لتبرأة كانط العقلي من صوريته وهيوم الحسي من ماديته، وخروج الخصمين من ساحة القضاء متصالحين متحابين متآلفين. فالباحث ينتمي إلى حضارة جامعة وليست مفرقة، كلية وليست تجزيئية وكأنه سائر إلى مصالحة ثانية بين السلفية في صورة كانط والعلمانية في صورة هيوم حقناً للدماء بين الأخوة الأعداء في عصرنا الراهن.
ولما كان هيوم أكثر عرضة للاتهام في حضارتنا من كانط نظراً لتفسيره الحسي المادي الشائع فإن الدفاع كان أقوى عن هيوم فحالت كفة الدراسة نحوه حتى ظهر اسمه في الفصول الخمسة بينما توارى كانط المقبول معرفياً وأخلاقياً في حضارتنا نظراً للتفسير المثالي. الديني الشائع وأتى في المرتبة الثانية بعد هيوم بالرغم من صدارته واستبقيته في العنوان. كانت القراءة المقارنة أقرب إلى شد كانط إلى هيوم أكثر من شد هيوم إلى كانط. ولإثبات الدعوة استعمل الباحث المنهج التاريخي لإثبات تطور كانط والمنهج البنيوي من أجل مقارنة المذهبين. كما توارى الموضوع الرئيسي "مشكلة الميتافيزيقا" وأصبح العقلانية مادام العقل أساس الميتافيزيقا. ولإثبات الدعوى كثرت القرائن والحيثيات والاستشهاد بالنصوص.
ومن ثم تقدم هذه الدراسة رؤية جديدة لتاريخ الفلسفة الغربية تتجاوز الصراع التقليدي منذ بداية العصور الحديثة بين العقلانية والحسية، المثالية والواقعية، الصورية والمادية. وتتولد عنها عدة رسائل أخرى للجمع بين ديكارت وبيكون، بين ليبنتز ولوك قبل كانط وهيوم، وبين هيجل وماركس فيما بعد.
وربما توارت أيضاً قضية الصلة بين المعرفة والدين عند كانط وهيوم وقد كان الدين الطبيعي إحدى الموجهات لفلسفة هيوم وهي التقوى الباطنية إحدى البواعث على إنشاء الفلسفة النقدية عند كانط. وهو ما لحق به الباحث بعد ذلك في دراسته الحالية عن فلسفة الدين عند كانط وهيجل. إقرأ المزيد