الأساليب التربوية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام
(0)    
المرتبة: 196,163
تاريخ النشر: 01/02/2006
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:الرسالة الإسلامية رسالة تربوية في جوهرها وحقيقتها جاءت لتربي الإنسان على أساس مبادئها الإلهية التي ارتضاها الله تعالى لعباده ولم يرض بغيرها بديلاً. وهي في نفس الوقت قيادة وسياسة وتوجيه ونمو وتغيير، بل هي مدرسة عالمية جعلها الله تعالى لتربية الأفراد وإعدادهم إعداداً صالحاً للحياة الاجتماعية الهادفة بما تتميز ...به من مفاهيم وأفكار حضارية وفقاً لأطر مذهبية وفكرية في مجالات الحياة المتشعبة.
وهي كذلك مجموعة من الأحكام الشرعية التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله تعالى، لمعالجة الحياة البشرية بكافة شعبها ونواحيها، وإعداد الإنسان المسلم على أساسها إعداداً تربوياً يؤهله بمهماته الإسلامية التي تلقى على عاتقه في مجال القيادة والتغيير الاجتماعي، بصفته خليفة الله في أرضه، وبصفته شخصية إسلامية تنشد تطبيق الأحكام الإلهية في الأرض، وتسعى لإيجاد المجتمع الإسلامي فيها.
إن هذه الرسالة التربوية تتميز بدستور إسلامي رصين خالد، لا يعتريه الخطأ والتحريف والتبديل والتغيير، يحتوي على منهاج تربوي متكامل. إنه القرآن الكريم الذي يعتبر من أهم المصادر القطعية الثابتة في التربية الإسلامية، باعتباره كلام الله ومعجزاته لنبيه محمد صلى الله عليه وسلك.
فالرسالة التربوية للإسلام باعتبارها هبة السماء لأهل الأرض، جاءت لتحرير الإنسان من براثن الكفر والإلحاد والشرك، وعبودية الإنسان للإنسان، وجاءت لتقضي على الدعوات العنصرية والحدود الجغرافية التي تحدد طموحات البشرية وآمالها.
وهي بالرغم من شموليتها التربوية للكون والحياة والإنسان، فهي تستهدف بالدرجة الأولى تربية الإنسان على مبادئ الإسلام الروحية والخلقية، وتسعى لخلق الشخصيات الإسلامية المتكاملة، لتكون قادة وقدوة لبني الإنسان جميعاً، وتساهم في عملية التغيير الاجتماعي المرتقب في كل أنحاء العالم، وتخليصه من شرور المبادئ الكافرة والملحدة.
والكتاب الذي بين يدينا محاولة تناولت بالشرح والتحليل هذه البنية التربوية التي طرحها الإسلام العظيم لبني الإنسانية جميعاً، لعلها تسهم في بناء وتكوين الأجيال الإسلامية المقبلة.. والتي تتكون من المعالم الحضارية الثلاثة الآتية: أولاً: القاعدة الأساسية: وتعني العقيدة الإسلامية الشاملة للكون والحياة والإنسان والمجتمع، والتي تتمثل بعناصرها الرئيسة، وهي الإيمان بالله تعالى، والإيمان بالرسل والأنبياء، والإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالملائكة والإيمان باليوم الآخر. ثانياً: الأساليب: وتعني الوسائل التربوية المنبثقة من العقيدة الإسلامية التي تحدد مسؤولية الدعاة في بناء الشخصية الإسلامية، التي تناط بهم عملية القيادة والتغيير الاجتماعي المرتقب في هذه الحياة. ثالثاً: الأهداف: وتعني الغايات الإسلامية التي تحققت عن طريق الأساليب والوسائل التربوية المطبقة على واقع الحياة العملية.
هذه المعالم الحضارية الثلاثة باعتبارها الموضوع الحقيقي للتربية الإسلامية، ستجدها مفصلة في هذا الكتاب حسب أبوابها الثلاثة: الباب الأول: القاعدة الأساسية للتربية الإسلامية. الباب الثاني: الأساليب التربوية للتربية الإسلامية. الباب الثالث: الأهداف التربوية للتربية الإسلامية. إقرأ المزيد