نظام الزمان العربي ؛ دراسة في التاريخيات العربية - الإسلامية
(0)    
المرتبة: 44,493
تاريخ النشر: 01/02/2006
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
توفر الكتاب: يتوفر في غضون أسبوع
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:"رضوان سليم" تخصص في الفلسفة، وهو في البحث الذي بين أيدينا يهتم بالزمان التاريخي، أو زمان المؤرخين. فالذي شغله إذن وانشغل بالبحث فيه طويلاً هو مشكلة الزمان، لكن ليس كما بحث فيها الفلاسفة. فقد تحدث هؤلاء عن الزمان كحساب للحركة في المكان، أو كمقولة للعقل، أو كمشكل وجودي، أو ...مقترناً بالتغير والفساد في الكائنات. ليس هذا هو الزمان الذي يعني صاحب هذا البحث، بل زمان آخر، زمان المؤرخين، حين يتحدثون عن زمان البشر على هذه الأرض، (ما يسمونه بـ"الخليفة")، أو حين يقومون بتحقيب التاريخ إلى عصور، أو إلى دول، أو يميزون مسار الزمان بعلامات فارقة قد تكون أحداثاً أو شخصيات استثنائية من أنبياء أو ملوك. وهكذا يصبح للزمان خارطة تختلط فيها كثيراً الميثولوجيا بالتاريخ، والمهم أن يتموقع المؤرخ وزمانه قياساً إلى مسار الزمان، يخرج من سديمه الزمان التاريخي أو ما يعتقد أنه كذلك.
يحاول رضوان سليم أن يستخرج مفهوم الزمان كما تصوره المؤرخون المسلمون. فهو إذن لا يكتفي بأن يكرر ما يقولونه عن الزمان والتاريخ، بل يحاول استخراج مفهومهم للزمان التاريخي من ثنايا النصوص ومن عملية السرد نفسها. وهو يبحث عن هذا كله في مظان غير متوقعة: في حديثهم عن المذاهب والملل والنحل، وفي تعاريفهم للعقل، والعلم، وفي تصنيفات العلوم، وفي خوضهم في قضايا فلسفية كلامية كالحدوث والقدم، بل وفي تحليله لما اعتبر أنه قدرات خارقة لبعض البشر، كالوحي، والكهانة، والرؤيا. وبما أن المؤلف فيلسوف بالمهنة، فهو يفحص في كتب قيل إنها جمعت النظر الفلسفي بالتأمل في الزمان التاريخي، كما في كتاب البدء والتاريخ للمقدسي (ولو أن الأنظار الفلسفية في هذا الكتاب لا تندمج اندماجاً مقنعاً في تأويل التاريخ)، أو في مقدمة ابن خلدون.
لقد بدأ التاريخ الإسلامي كتاريخ خبر، أليس الحدث الأكبر الذي دشن الاستغرافيا الإسلامية هو الرسالة المحمدية؟ لذلك اهتم الكاتب اهتماماً خاصاً بزمان النبوة، محاولاً التفكير في هذه المفارقة: كيف تكون النبوة من الزمان وخارج الزمان؟ وهل عصر النبوة يمكن اعتباره من عصور التاريخ؟ لقد دشنت النبوة تاريخ الأمة، فهي محور سير الزمان منذ بدء "الخليقة"، ثم إن زمان النبوة يحكم معيارياً كل أزمنة المسلمين اللاحقة. لكن... إذاً كان الخبر تاريخياً، أي من صميم التاريخ؟ وإذا كان الأمر كذلك، ألآ يقع خبر الوحي في النسبية التاريخية، فيكون لصيقاً بحقبة ما يفتأ التاريخ المتغير أن ينسخها؟ ألا تنسف هذه النسبية التاريخية كل المرجعية المعيارية لحقبة النبوة، تلك التي تقاس عليها كل الحقب اللاحقة؟ وإذا أدمجت النبوة في سيرورة الزمان ومنطق التاريخ، ألا يناقض ذلك اعتبارها فوق التاريخ؟ تلك أسئلة يثيرها الكاتب صراحة أو تستشف من ثنايا هذا الكتاب. إقرأ المزيد