خصائص الخطاب الأدبي في رواية الصراع العربي - الصهيوني
(0)    
المرتبة: 222,269
تاريخ النشر: 01/11/2005
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:تهتم هذه الدراسة بتحليل الخطاب الروائي باعتباره بنية دلالية لها علاقة ببنيات نصية أخرى تنتمي إليها في إطار الثقافة الواحدة، والنوع الأدبي، وأسلوب الخطاب الموظف في هندسة الموضوعات، لأن كل دراسة أدبية لا بد من أن تسير في حركة مزدوجة: من العمل الفردي المعين إلى الأدب في عمومه (أو ...النوع) إلى العمل المعين.
وتسعى هذه الدراسة إلى تقديم قراءة نقدية لخصائص الخطاب في رواية الصراع العربي-الصهيوني، من خلال مدونة ظهرت نصوصها الروائية في الفترة الواقعة ما بين عامي 1963 و1990، وهي تطمح إلى فهم أفضل لحركة المفاهيم النقدية في الخطاب النقدي الأدبي الحديث.
وقد حددت مرحلة تاريخية تتموقع ضمنها نصوص المدونة، تعكس اتجاهات فكرية وسياسية متميزة، تسهيلاً للبحث والمراجعة. ولأن هذه المرحلة هي التي شهدت تبلور هذا الخطاب الفكري/ الأدبي في أجواء الحرب/ الصراع بين العرب واليهود، وأزمة الثورة الفلسطينية، وانكشاف أمر التبعية الاقتصادية والتكنولوجية التي عاشتها الأمة العربية.
ولذلك بني البحث على فرضية أساسية تعتبر الجنس الروائي أحد الأعمدة الأساسية المثبتة للمشروعين العربي والصهيوني، والداعمة لهما، ومن ثم اعتبار الخطاب الروائي أهم مصادر الدعاية والتأثير لكسب التأييد والدعم السياسي والمعنوي والإعلامي الموصول بأزمة الصراع.
ويرتبط بالفرضية السابقة الوعي الفكري والفني للخطاب الروائي، وما تفرزه قراءات النصوص الروائية من أطروحات نقدية وأيديولوجية، ومزاعم تاريخية حول الأرض الفلسطينية، يتفاعل معها القارئ العربي -متخصصاً أكان أم عادياً- سلباً أو إيجاباً.
وبديهي ألا يكون المصادر والمراجع المستعملة ملمة ومحيطة بالموضوع، ولا المدونة المعتمدة مغطية لكل تفاصيل الخطاب الروائي المتصل بقضية الصراع العربي-الصهيوني، ولكنها تقدم عينة فعلية عن هذا الخطاب. وهي صالحة لأن تشكل أرضية للبحث والدراسة، وبخاصة أن هذا البحث سيقتصر على محاولة الاستفادة من نظريات تحليل الخطاب السردي، وإمكانية تطبيقها على النص الروائي في مقاربة لفهم الأفكار وحركتها في الواقع التاريخي والاجتماعي العربيين.
وبالعودة لبنية هذه الدراسة التحليلية نجد أنها قد جاءت في ثلاثة فصول ومقدمة ومدخل وألحقت ذلك بفهارس للمصادر والمراجع والموضوعات. أما المقدمة فتناولت الإشكالية والأهداف والفرضيات والمنهج المتبع وخطة البحث.
وعالج المدخل إشكالية تحديد "النوع الأدبي" في الدراسات النقدية الحديثة، وإمكانية البحث عن تأسيس نوع أدبي يدعي: "رواية الصراع العربي الصهيوني"، بعدما توفرت المسوغات الموضوعاتية والفنية الداعمة لذلك. وقدمت -في هذا المجال- مجموعة من التصورات الضامنة لهذا التأسيس، ألحقت بمدونة تم اختيارها وفق منهجية خاصة سيكشف البحث عنها لاحقاُ.
وخصص الفصل الأول من هذه الدراسة لما رسم بـ: خصائص الخطاب الروائي في نص "الوقائع الغريبة.." لإميل حبيبي. وكان لا بد من توجيه البحث نحو التركيز على خصوصية هذا الخطاب باعتباره نصاً له مميزاته، لأن هدف الأدب أن يجعل القارئ يكف عن أن يكون مستهلكاً للنص، وأن يصبح منتجاً له، وبخاصة أن التقاليد قد دأبت على الفصل الحاد بين الذي تدعيه "المؤسسة الأدبية" منتج النص ومستعمله، بين مالكه، ومستهلكه، بين مؤلفه وقارئه.
أما الفصل الثاني من هذا البحث، فقد عالج "بناء الشخصية في رواية الصراع العربي الصهيوني"، وتشكلت عناصره من الموضوعات التالية: الشخصية، الشخصية اليهودية، الشخصية العربية. وتمثل الشخصية في منطوق هذا البحث محور الفاعلية التي يقوم عليها الخطاب في رواية الصراع العربي-الصهيوني، وتتشكل على مستوى البناء الهيكلي العام للشخصية من قطبين اثنين، هما: شخصية (الأنا)، شخصية (الآخر).
تتجلى عبر هذين القطبين تعالقات الشخصيات من حيث الحضور والغياب، من خلال الفاعلية والضمائر والجمل، كما تتشكل من هذه التعالقات بنية الصراع الذي لاحظنا بشأنه، من خلال قراءة نصوص المدونة، أن شخصية الآخر (اليهودي) لا تكون في الصراع إلا مسطحة بالمعنى الذي حدده فورستر لهذا المصطلح، أي أنها لا تفاجئنا في مواقفها.
وخصص الفصل الثالث لبحث العناصر الموضوعاتية البارزة في رواية الصراع العربي الصهيوني، حيث اتضح أن رواية الصراع تتشكل موضوعاتياً من الحقول الدلالية التالية: 1-حقل السجن/المعتقل. 2-حقل الحرب. 3-حقل النزوح والتهجير الجماعي. بالإضافة إلى عناصر موضوعاتية أخرى، كعنصر الأرض وعنصر الأسطورة. إقرأ المزيد