القضية السودانية بين صراع الداخل ونفوذ الخارج
تاريخ النشر: 01/10/2005
الناشر: قناة العالم الإخبارية
نبذة نيل وفرات:ظل السودان طوال العقدين الأخيرين يغلي على نار ساخنة، والأحداث فيه متتالية، والتدخلات الدولية فيه كثيرة، وخطر الحرب الأهلية جاثم على صدره، والتوجس من الانقسام وتمزيق وحدته قائم أيضاً. من هنا كان لا بد من متابعة الحدث، وتسليط الأضواء على ما يجري في السودان، بدءاً من أصل الصراع ونشأته، ...وصولاً إلى ما يجري اليوم على الساحة السودانية من أحداث متسارعة. ومما لا شك فيه وعند إعادة القراءة في المصادر والمراجع التي تناولت تاريخ السودان يجد الباحث بأن للصادق المهدي وعائلته دوراً هاماً في التاريخ السوداني منذ العام 1881 وحتى أيامنا هذه، فمنذ هذا التاريخ وعائلة المهدي تتصدر الأحداث السودانية، بدءاً من معارك المهدية مع الاحتلال الإنكليزي، ورفض المهدية للحكم الثنائي المصري – البريطاني، وصولاً إلى رفض المهدية للتدخلات المصرية في الشؤون السودانية، وحتى انتخاب الصادق المهدي لرئاسة الحكومة السودانية، وتأليفه للحكومة أكثر من مرة.
المعلومات كثيرة، وبصمات الصادق المهدي والمهدية واضحة، لذا كانت هذه الحوارات مع الصادق المهدي. ففي حديقة منزل الصادق المهدي بأم درمان وفي حضرة بعض أركان طائفة الأنصار، عقد المحاور والصادق المهدي اللقاء الأول، فكان المحاوَرْ ذا حديث سهل، وهمة عالية، ومما يلفت في موضوعية عدم نفاذ صبره عندما نقل إليه المحاوِرْ ما يقوله الآخرون في حقه من نقدٍ واتهام، وخاصة ما قاله سفير الولايات المتحدة الأمريكية في السودان خلال فترة حكمه الثالث في العام 1986-1989. لم يتردد المحاوِر في توجيه الأسئلة الاتهامية له، ولا في نقل تشكيك الآخرين في دوره والمهدية في السودان، وذلك وفقاً لما تتطلبه الضرورات المهنية والدقة التاريخية، وخاصة أولئك الذين يقولون إن المهدية هي صنيعة بريطانيا، وأنها وارثة الرجعية والتخلف، وأنها لم تكن في يوم حاجة سودانية بقدر ما هي أداة بريطانية، ولكن الصادق المهدي بهدوء وبثبات أعصاب أجاب عن كل تساؤلات المحاوِر، رداً على الاتهامات، مبدياً الرغبة الواضحة في أنه ما زال يسعى إلى حكم السودان، واستعادة ما قد فقده حزبه نتيجة الانقلاب عليه.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب هو الثاني في سلسلة "في العمق" حيث كان الأول مخصصاً للحوار مع الدكتور عباس مدني حول الأزمة الجزائرية. و"في العمق" هو برنامج يتناول حوارات، ويُبَثُّ عبر قناة العالم الفضائية. وقد ارتأي ولتحقيق المزيد من الفائدة المرجوة تحويل هذه الحوارات التلفزيونية إلى حوارات مقروءة، مضافاً إليها التعليقات الواردة عبر الرسائل والتي تحوي معلومات إيضاحية مهمة أو تصحيحات تاريخية أو وجهات نظر تحليلية مختلفة، وذلك بعد صدور الطبعة الأولى من كل كتاب، حيث يصار إلى نشر تلك الإضافات في الطبعة الثانية من كل كتاب. إقرأ المزيد